كتب الدكتور عادل الشمايلة.. تقدير موقف

27 ثانية ago
كتب الدكتور عادل الشمايلة.. تقدير موقف

من المحسومِ أنَّ قرارَ وقفِ اطلاق النار في قطاعِ غزةَ يستقرُ حصراً بيد امريكا واسرائيل. فحركةُ حماس هي التي تطالبُ بوقفِ اطلاق النار منذُ الثامن من اكتوبر، أي بعد يومٍ واحد من هجومها. وكذلكَ تفعلُ الدولُ العربيةُ ومعظمُ دول العالم المتعاطفة مع الشعب في غزة وليس مع حماس.

في المقابل، اسرائيلُ ليست في عجلةٍ من امرها. فهدفُ تدمير القطاع اهم ولهُ الاولوية القصوى. وبعد أن تحقق التدمير بنسبة 80% فهم لن يتوقفوا بسهولةٍ قبل تحقق التدمير الكامل، أي بنسبة ١٠٠٪؜.

لذلكَ، فإنَّ إسرائيل تواصلُ تضخيمَ قوةِ حماس وتزعمُ باطلاً أنَّ حماس لا زالت موجودةً وقويةً، بل تُرددُ أنَّ حماس جددت قدراتها. هذا الزعمُ الذي تروجُ له اسرائيل هو مجردَ ذريعةٍ لمواصلة القتل والتدمير والترويع، وازالة أي امكانية لاستئناف الغزاويين لحياة انسانية طبيعية. مما يجعلُ ترحيلَ الغزاويين طواعيةً أمراً ممكناً يتهيأ له المجتمع الدولي ويباركه، وليس تهجيراً قسرياً مستنكراً ومخالفاً للقانون الدولي.

احتلت اسرائيلُ قطاعَ غزةَ كاملاً منذُ بدايات غزوها للقطاع، وتواصلُ حصارهُ برا وبحرا. بينما خطوطُ الامدادِ لاسرائيل بقيت مفتوحة.

تُسيطرُ اسرائيل أيضاً على سماءِ غزةَ مما يُطلقُ يدها في استمرار التدمير الممنهج.

حركةُ حماس من جهتها معنيةٌ بالحصولِ على طوقِ نجاةٍ لأعضائها وللحركةِ ذاتها. طالما استمرت الحرب سيستمرُ اصطيادُ قادتها وافرادها. وفي حالِ مغادرتهم الى خارج غزة ستواصل اسرائيل عمليات قنصهم أينما ارتحلوا وحلوا. لا سكنَ آمن لهم الا بالحصول على ضماناتٍ دوليةٍ بسلامتهم.

لا تملكُ حركةُ حماس أيَّ أوراق تفاوضية سوى رهينتين: الاولى الرهائن الاسرائيليين، والرهينةُ الثانيةُ الشعبُ الغزاوي. كلاهما في خطر. كلاهما رهينةٌ بيد حماس تفاوضُ عليهما بقلبٍ قاسٍ وضميرٍ مرتاح.

حركةُ حماس تقولُ للعالمِ بفمٍ ملآن اذا كنتم معنيون بسلامة الرهائن الاسرائيليين وعودتهم، واذا كنتم معنيون بوقفِ الابادة الجماعية للشعب الغزاوي البرئ وإنهاءِ المجاعة وتفشي الامراض فعليكم الاستجابة لمطالبها.

مطالبُ حماس نوعان: الاول حقيقي وهو مربط الفرس. والثاني دعائي لتبييض وجهها.

المطلب الحقيقي هو سلامة اعضائها وبقاء الحركةِ تتحكمُ في مصير الشعب الغزاوي. فالتنازلُ عن مغانمِ حكم القطاع ليس هيناً ولا سهلاً.

أما المطلبُ الدعائي فهو إطلاقُ سراح عدد من السجناء الفلسطينيين وانسحاب اسرائيل من اجزاء من القطاع وتولي جهاتٍ دوليةٍ توزيع المعونات للشعب الجائع المنهك.

حركةُ حماس لم تكترث برفاه الشعب الغزاوي منذ احتلالها للقطاع. بل إنها كانت تستولي على المعونات الدولية المجانية وتبيعها للتجار وتمول بأثمانها، إضافةً ما يصلها من تحويلات قطر وايران نفقات اعضاء الحركة وتغذيةَ حساباتهم البنكية الدسمة. حركةُ حماس تعتبرُ أنَّ اطعام وعلاج وتوظيف الشعب الغزاوي وتقديم سائر الخدمات للقطاع هو مسؤولية الدول العربية الخليجية وامريكا والدول الاوروبية وليس مسؤولية حماس.