وطنا اليوم:اس. را. ئيل لا تحترم احدا بوجود الغطاء الامريكي، والقادم لن يستثني احدا
مرة أخرى يعربد الكيان المحتل في منطقتنا دون ضابط او رابط، فيهاجم دولة قطر الشقيقة باثني عشر صاروخا ويحاول اغتيال قادة حماس المشاركين في مناقشة المقترح الامريكي الذي تقدم به ويتكوف لوقف الحرب في غزة، ويهاجم بمسيرة احدى سفن اسطول الصمود في تونس ويقصف ثلاث مدن سورية ويواصل اغتيالاته اليومية في لبنان.
إن حزب العمال يقف مع الأشقاء في قطر وتونس وسوريا ولبنان تجاه هذا العدوان الاجرامي الذي ينتهك قواعد القانون الدولي ومبدأ سيادة الدول على اقليمها البري والبحري والجوي، ويؤكد حالة الاستعلاء والغطرسة التي وصلت اليها حكومة هذا الكيان بفضل الغطاء الامريكي الكامل لكل افعالها الاجرامية، والفيتو الجاهز للاشهار في مجلس الامن لوقف اي اجراء بحق هذا الكيان المارق، بل والعون العسكري والأمني الذي تقدمه اميركا للكيان، ليس عبر الجسور الجوية من الاسلحة والذخيرة فقط، ولا عبر مليارات الدولارات من المساعدات المالية، بل عبر الاستخبارات الدقيقة والاقمار الصناعية وأجهزة الرصد والمتابعة والتقنيات الحديثة المتقدمة التي تضعها في خدمة الكيان.
لقد صرح رئيس الكنيست امس ان هذه رسالة لكل الشرق الأوسط، ولكن الحقيقة هي انها رسالة للعالم اجمع، ومضمون الرسالة هو ” ان شعب الله المختار له الحق في فعل ما يريد في اي ارض يريد وفي اي ساعة يريد، ولن يردعه رادع لان المجتمع الدولي عاجز عن مساءلته بسبب الأم الحنون أميركا “، وهذه الرسالة الضمنية تكررت بالأمس على لسان رئيس الكيان الذي قال ان قادة حماس لن يتمتعوا بالحصانة في اي دولة في العالم.
اليوم بات واضحا لكل من له عين تبصر أن الكيان المحتل لن يتورع عن اي فعل في اي زمان ومكان، وما حرب الابادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني الا بروفة لما يمكن ان يحصل في اي بقعة في المنطقة يقرر الكيان ان يتمدد اليها، لأنه ببساطة لا يردعه رادع ولا يوقفه قانون دولي او اخلاقي ولا تكبح جماح همجيته قيم او اعراف.
إن هذه الجرائم النكراء واستهداف الرسل والوفود المفاوضة وتجويع المدنيين وقتل عشرات الآلاف بدم بارد وتقطيع اوصالهم واستهداف المستشفيات والمدارس وخيام اللجوء ودور العبادة وتدمير البنى التحتية والممتلكات الخاصة، وضرب عرض الحائط بكل الانظمة والقوانين، قد هجرها العالم منذ اكثر من مائتي عام مع ولادة القانون الدولي في اواخر القرن التاسع عشر، بل إنه حتى في العصور الوسطى كان يتم احترام الرسل والوفود المفاوضة الا عندما يكون الحاكم يرفض الصلح واي فرصة للسلام، وهذا ما يفعله نتنياهو اليوم، فهو لا يريد وقف الحرب، وهو يتعمد نسف المفاوضات لأنها لا تخدم اجندته، ويواصل اشغال الرأي العام العالمي ببقرة موسى، بينما نيته الحقيقية ابتلاع فلسطين كاملة والتوسع في احتلاله لسوريا ولبنان، وتحقيق اس. را.ئيل الكبرى.
لقد سكتت شعوب المنطقة وأنظمتها طويلا جدا على العربدة الاس.رائ.يلية وهذه هي النتيجة، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، ولا حاجة للتذكير بأن الكيان المحتل قد انتهك سيادة معظم دول المنطقة بل ودول العالم باغتيالاته الممتدة من طهران الى تركيا وماليزيا والعراق والامارات والاردن وسوريا ولبنان وتونس وقبرص وايطاليا واليونان وفرنسا والنرويج وبلجيكا، ومالطا، وشبكة جواسيسه وعملائه المنتشرة في كل المنطقة بل وفي العالم، والقصص المتكررة التي تتكشف للعيان كل حين وحين عن جاسوس هنا وشبكة هناك دليل قاطع لمن يصرون على النظر الى عين الشمس بغربال.
إن حزب العمال يجد أن الافعال الاجرامية التي يقوم بها الكيان، هي رسالة موجهة لنا في الاردن على وجه الخصوص، ومفادها أن القواعد الامريكية لن تحمي احدا بالرغم من وجودها على أراضي دول المنطقة، وإلا لكانت قطر أولى بالحماية وهي تحتضن اكبر قاعدة امريكية في الشرق الأوسط، وهذه القواعد موجودة فقط لخدمة مصالح امريكا وحليفتها اس.را.ئيل وليس لخدمة مصالح الدول التي تحتضنها، وقد افقد هذا الهجوم على قطر كل مصداقية لأميركا، وهي مصداقية تآكلت اصلا منذ عقود، وانهارت كليا في عهد الادارة الحالية، ولا يمكن لاي دولة بعد الان ان تصدق مزاعمها، اما حرب الاشاعة والتضليل التي تصدر من المسؤولين الامريكيين ونظرائهم الا.سرا.ئيليين فقد باتت مكشوفة، ولا يمكن لعاقل ان يصدق ان هذا الهجوم لم يكن بمعرفة أميركا وموافقتها.
إن الشعب الاردني، وهو يدرك ان الاردن مستهدف بمشروع اس. را. ئيل الكبرى مثله مثل فلسطين وسوريا ولبنان والعراق ومصر والسعودية، ومن خلفهم جميعا باقي المنطقة التي يسميها الكيان ” الشرق الأوسط الجديد” يتساءل منذ زمن: هل ستلتزم أميركا بحماية الاردن ام انها ستفعل كما فعلت مع قطر؟ وعندما تتضارب المصلحة الاس.را.ئيلية مع نظيرتها الاردنية أو العربية، مع من ستقف اميركا؟ واجابة هذا السؤال باتت واضحة لكل ذي بصيرة، وعلى الاردن، ودول المنطقة ان تتوحد في مواجهة المشروع الصهيو- امريكي المشترك وان تبحث عن عناصر القوة في داخلها وليس في تحالفاتها مع الأجنبي، وعلى دول الهلال الخصيب تحديدا ومعها مصر ان تضع استراتيجية مشتركة لحماية نفسها من القادم، فالقادم لن يستثني احدا.