بقلم: الدكتوره هند جمال الضمور
العسكرية ليست مجرد زيٍّ يُرتدى أو رتبةٍ تُعلق على الكتف، بل هي انضباط صارم، ورجولة مبكرة، وشرف ما بعده شرف. ومن هنا جاءت خدمة العلم برؤية ملكية سامية، لتعيد إلى الشباب بريق الهيبة، وتصقل السيوف التي صدئت بفعل الغياب عن ميادين الرجولة والفداء.
ديننا الحنيف سبق كل الحضارات حين جعل التدريب والإعداد فريضة، لا ترفاً ولا ترفيهاً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “علّموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل”، فكانت هذه مقومات الرجولة المبكرة، واللبنات الأولى لبناء جيلٍ يعتز بنفسه، وينتمي لدينه ووطنه وقائده.
لقد أولى الإسلام عناية خاصة بجاهزية الشباب، فاعتبرهم طليعة الأمة وعدتها، وحثّهم على الاستعداد لمواجهة الأعداء وصون الديار. والاستعداد هنا ليس فقط عسكرياً، بل فكرياً وأخلاقياً، فالمقاتل الحق هو من يحمل السيف بيد، والإيمان والعقيدة باليد الأخرى.
إن إعادة العمل بخدمة العلم ليست قراراً إدارياً عابراً، بل مشروع وطني يعيد الاعتبار للقيم الأصيلة في مجتمعنا، ويُخرج من بين صفوف الشباب رجالاً يعرفون معنى الولاء والوفاء، ويثبتون أن الأردن سيبقى عصياً على كل معتدٍ، بفضل إيمانه، وجيشه، وقيادته الهاشمية الرشيدة.