بقلم: المحامي حسين أحمد الضمور
التنمّر في كل شيء قد أتجاوزه وأتغاضى عنه، لكن حين يمسّ لهجتي وعنواني الثقافي وموروثي الأصيل، فلا وألف لا.
إن اللهجة الكركية الأصيلة، بما تحمله من عمق وأصالة عربية ضاربة في التاريخ، ليست مجرد طريقة نطق أو لفظ، بل هي إرث ثقافي عريق. حملت إلينا قيم الرجولة والكرم، وحكايا البطولة والمروءة، ونُقلت إلينا كابراً عن كابر، شاهدةً على حياة الآباء والأجداد وما غرسوه من معانٍ نبيلة.
ويحزنني أن أرى، وبأسفٍ شديد، هذه اللهجة العريقة تُختزل اليوم على ألسنة بعض أبنائها مادةً للسخرية والتندر، أو مجالًا للتنمّر وعبثية المحتوى في وسائل التواصل. وكأننا نسخر من أنفسنا ونعبث بتاريخنا بأيدينا.
إن الموروث الثقافي لا يُستهان به ولا يُمسّ بخفّة، فهو جزء من الهوية، ومن يفرّط به إنما يفرّط بجذوره وانتمائه. واللهجة الكركية ليست لهجة عابرة، بل رمز للأصالة والاعتزاز، وحافظة لذاكرة المكان والإنسان.
فلنحفظ هذا الموروث كما نحفظ كرامتنا، ولنجعل من لهجتنا علامة فخر لا مادة سخرية، ولنعلم أن من لا يصون إرثه… يضيع حاضرُه ويبهت مستقبلُه.