بقلم: الدكتوره هند جمال فالح الضمور
ليس كل من وعظ أجاد، ولا كل من نصح أُوتي الحكمة في الطرح والأسلوب.
فالنُّصح – وإن كان غايته الإصلاح – يظل ثقيلًا على النفس إن أُلقِي في غير موضعه، أو طُرِح بغير رفق.
قد تُقال الكلمة حقًا، ولكن توقيتها، وأسلوبها، وسياقها، يجعلها تُفهم على غير وجهها، بل وقد تُسيء أكثر مما تُصلح.
النصيحة الحقيقية لا تُقال على الملأ، ولا تُرمى كالسّهام في ساحات العلن، لأن هدفها الإصلاح لا الفضيحة، والتقويم لا التشهير.
علينا أن ننصح في السر، وأن نُقدِّم التوجيه بحب، لا بإساءة مبطّنة.
فالقلوب تُفتَح باللُّطف، وتَقبل الحقّ إذا ما قُدِّم بأدب، أما التوبيخ العلني، فهو أقرب إلى الإهانة منه إلى التهذيب.
إنّ النُّصح في السرّ، وبلُغة الترغيب البسيط، هو منهج النبوة، وطريق العقلاء، وخُلق الكبار.
فهوّنوا النصح، وطيّبوا ألفاظه، وابتغوا به وجه الله، لا الانتصار للنفس أو تصيُّد الزلّات.
فما أجمل أن نكون ناصحين لا فاضحين، مصلحين لا معاتبين، دعاة خير لا خصومَ تُشعلهم الزلّة وتغيب عنهم النيّة..