الأردن وغزة… مواقف ثابتة لا تهزّها الضوضاء

25 ثانية ago
الأردن وغزة… مواقف ثابتة لا تهزّها الضوضاء

كتب الأستاذ المحامي حسين احمد عطاالله الضمور

رغم أنني أُحاول دائمًا أن أنأى بنفسي عن الدخول العميق في تفاصيل السياسة الداخلية والخارجية، أو الرد على بعض المهاترات التي تتعمد التقليل من دور الأردن وتقزيم جهوده تجاه الأشقاء في فلسطين، إلا أن هناك حقيقة لا يمكن تجاوزها: الأردن قدّم ويقدّم وسيبقى يقدّم لغزة، مهما علا الضجيج، ومهما حاولت بعض الأصوات النيل من هذا الدور.

وكما يقال: “الطلق اللي ما يصيب… يدوش”. أي أن محاولات التشكيك لا تغيّر من الحقيقة شيئًا، بل تزيدها وضوح.

الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، كان وما يزال الصوت العربي الأوضح في الدفاع عن القضية الفلسطينية. فمنذ عقود، يتعامل الأردن مع غزة والقدس والضفة بوصفها جزءًا لا يتجزأ من الضمير القومي والواجب الأخلاقي، وليس مجرد ملف سياسي عابر.

ما بين قوافل المساعدات التي تتدفق إلى غزة في الأزمات، والمستشفى الميداني الأردني الذي صمد وسط العدوانات المتكررة، ومواقف الدولة التي تعمل على تخفيف معاناة الناس، يظهر الجانب العملي من الدعم الأردني. وهو دعم لم يتوقف عند حدود الكلمات أو الشعارات، بل تجسد في جهود إغاثية وطبية وإنسانية متواصلة.

الأردن يدرك أن أمنه القومي مرتبط ارتباطًا وثيقًا باستقرار فلسطين، لذلك يتبنى موقفًا متوازنًا وعمليًا: رفض التهجير، رفض تصفية القضية، والإصرار على حل الدولتين باعتباره الضمانة الحقيقية للسلام. وهذا الموقف لم يتغير رغم تبدل الظروف الدولية والإقليمية.

من السهل على البعض أن يطلق العبارات العابرة في محاولات للنيل من الدور الأردني، لكن الحقائق على الأرض تقول غير ذلك. فما قدّمه الأردن من تضحيات سياسية، وما تحمّله من أعباء اقتصادية واجتماعية نتيجة احتضان الأشقاء الفلسطينيين عبر السنين، لا يمكن إنكاره إلا من جاهل أو متجاهل.

الأردن لا يبحث عن أضواء إعلامية ولا عن شعارات رنانة. بل يتحرك من منطلق التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك. ومن يعرف حجم الجهود التي تُبذل بصمت يدرك أن الأردن، رغم كل التحديات، كان وما يزال السند الحقيقي لغزة وللقضية الفلسطينية.

فالضوضاء قد تملأ الساحة، لكن الحقائق تبقى ثابتة: الأردن لا يقزَّم، ودوره لا يُمحى، ومواقفه لا تهتز.