وطنا اليوم:تزامناً مع التصريحات الأخيرة للمجلس الأعلى للسكان حول إرتفاع معدلات الفقر بين الأفراد في المملكة، حيث وصلت نسبة الفقر المطلق بين الأردنيين 15.7% وتمثل 1.069 مليون أردني، وبلغت نسبة فقر الجوع (المدقع) في الأردن 0.12% أي ما يعادل 7993 فرداً أردنياً حسب أخر إحصائية في عام 2017 ، فهل ستتخطى نسبة الفقر نهاية العام الحالي 2020 بعد الأوضاع الإقتصادية السيئة التي شهدتها المملكة نتيجة تداعيات وباء فيروس كورونا، وهل هناك خطة حكومية لمواجهة العاصفة الإقتصادية المقبلة في ظل تأكيد العديد من المحللين أن تداعيات جائحة كورونا ألقت بظلالها على الإقتصاد والمواطن بالتوازي مع السياسات الإقتصادية، التي أفضت إلى تفاقم معضلة المديونية وإزدياد العجز في الموازنة إلى مستويات غير مسبوقة .
المحلل الاقتصادي حسام عايش، أكد أن المملكة تواجه عاصفة إقتصادية بسبب تراجع معدلات النمو الإقتصادي والتي من الواضح أن مداها الزمني سيكون طويلاً بسبب تداعيات تفشي جائحة فيروس كورونا.
وحول تأثر الجائحة على نسبة الفقر في المملكة، قال عايش، أن كورونا لن تتوقف عند هذا الحد من الإنتشار ولا أحد يعلم عن موعد السيطرة على الوباء، مشيرا الى أن الأوضاع الاقتصادية التي اثرت على المواطن مؤخراً غير مسبوقة، فيما يتفاوت تأثر الجائحة على الدول ذلك لوجود خطط بديلة، فيما ادت تداعيات الجائحة على الأردن واثرت على الإصلاحات الإقتصادية التي أعلنت عنها الحكومة وأدت إلى تراجع اقتصاد الدولة الى الخلف .
وفيما يتعلق بمعاناة الأردنيين الذين يعانون من الفقر المطلق، وباتوا على وشك الإنزلاق إلى فقر الجوع، أكد عايش أن الوضع الاقتصادي للمواطنين في الفترة الحالية مؤسف جداً، ذلك لما تعرضوا له جراء الإغلاقات وتعطل عجلة الإقتصاد نتيجة تفشي فيروس كورونا وإنخفاض وتيرة الاستثمارات بالأضافة الى ارتفاع معدلات البطالة والتي من المتوقع ان تصل نسبتها الى 30 % مما أثر بشكل سلبي على العمالة غير المنظمة وعمال المياومة .
واشار الى أن البنك المركزي، أكد مؤخراً بأن نسبة الفقر في الاردن وصلت الى 27 % ذلك حسب تقرير قبل تأثر المملكة بفيروس كورونا، لافتا الى الحاجة الى طرق جديدة لادارة النظام الاقتصادي وبشكل مختلف تماما بعد دوخل الجائحة الى البلاد والتي يتوقع ان نسبة الفقر وبشكل ملحوظ جراء انخفاض أداء الأنشطة الإقتصادية الذي تشهده المملكة .
وأضاف، أنه وعلى مدار العام هناك زيادة بنسبة الفقر والذ يتوجب معه اجراء دراسة البيانات المتعلقة بالفقر وبشكل جيد، اضافة الى متابعة دائرة الاحصاءات لمعدل الفقر خلال فترة كورونا ونتائجها على المواطن .
من جهته، أكد المحلل الإقتصادي مازن أرشيد، أن إرتفاع نسبة الفقر بين المواطنين خلال جائحة كورونا متوقع أن يتم التركيز حاليا على كورونا من الناحية الصحية بصورة أكبر من الناحية الاقتصادية مما اثر على المواطنين بصورة كبيرة، مؤكدا اهمية التركيز على ارتفاع معدل الفقر خلال الفترة الحالية .
وأضاف إرشيد، ان المملكة تتعرض لضغوطات كبيرة خاصة بعد تراجع الخطط الإقتصادية الى نقطة الصفر جراء جائحة كورونا مضيفا : نحن بحاجة الى أعادة الأولويات لمكافحة الفقر .
و لفت الى انه وفي حال أعادت الحكومة خطتها مع مراعاة الأولويات بصدد مكافحة الفقر، فان ذلك يحتاج الى موارد مالية للحكومة وهوغير متاح حالياً إلا عن طريق الإقتراض من الخارج وهذا صعب مع إرتفاع الدين العام للمملكة، مضيفا انه يجب على الحكومة دعم القطاعات الاكثر تضررا من الناحية الاقتصادية وذلك لا يكون الا بوجود موارد مالية .