وطنا اليوم:استيقظ الإسرائيليون المرتبكون امس الخميس في تل أبيب ليجدوا أن تطبيقات الخرائط الموجودة على هواتفهم تضعهم في العاصمة اللبنانية بيروت، على بعد حوالي 130 ميلاً إلى الشمال، ولذلك، لم يتمكن سائقو سيارات الأجرة من التنقل، وكانت تطبيقات توصيل الطعام خارج الخدمة مؤقتًا.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، فإن هذا التلاعب بنظام تحديد المواقع العالمي، تم تنفيذه بناء على أوامر الجيش الإسرائيلي.
وقال دانيال هاغاري المتحدث باسم جيش الاحتلال: «يمكن استخدامه للتشويش على أنظمة استهداف الأسلحة، لقد بدأنا اليوم تعطيل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) من أجل تحييد التهديدات». وأضاف: «نحن ندرك أن هذا التعطيل يسبب عدم الراحة ولكن هذه أداة أساسية وضرورية في قدراتنا الدفاعية».
وأوصى الجيش الإسرائيلي بأن يقوم الإسرائيليون بتحديد موقعهم يدويًا على التطبيق الرسمي لقيادة الجبهة الداخلية حتى يتمكنوا من تلقي تنبيهات الصواريخ للمنطقة الصحيحة، على الرغم من تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
وقال إيجال أونا المدير العام السابق للمديرية السيبرانية الوطنية الإسرائيلية: «قوات الأمن الإسرائيلية تستخدم ممارسة تسمى انتحال نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والتي تتداخل مع أجهزة استقبال نظام تحديد المواقع العالمي مثل تلك الموجودة في الهواتف الذكية وتزييف الموقع الفعلي للجهاز، والتي يمكن أن تحول مسار الأسلحة الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي مثل الطائرات بدون طيار.
وعطلت إسرائيل بشكل متقطع إشارات نظام تحديد المواقع العالمي منذ بدء حربها على قطاع غزة، ولكنها ركّزت ذلك بشكل رئيسي في شمال إسرائيل، تفاديا لهجمات حزب الله الصاروخية على البلدات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في الشمال.
كيف تتم عملية التلاعب؟
ترسل أقمار نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) إشارات راديو إلى أجهزة استقبال GPS، وتقوم هذه الأخيرة بتفسير هذه الإشارات لحساب الموقع الدقيق.
وتتم عملية التشويش على “جي بي اس”، باستخدام إشارة راديو أقوى تطغى على إشارات الأقمار الصناعية وتحجبها. هذا يؤدي إلى عدم قدرة جهاز استقبال GPS على تحديد الموقع الجغرافي.
أما التلاعب من خلال إظهار موقع مختلف عن الموقع الحقيقي، فيتم باستخدام موجات “جي بي اس” معدلة، حيث يتم إرسال نقطة موقع مختلفة عن عن قصد.
وتقول أوجال إنا، إن قوات الأمن الإسرائيلية تستخدم ممارسة تسمى التلاعب بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS spoofing)، والتي تتداخل مع أجهزة استقبال GPS مثل تلك الموجودة في الهواتف الذكية وتزيف الموقع الفعلي للجهاز، ويمكن أن تحول مسار الأسلحة الموجهة بنظام GPS مثل الطائرات بدون طيار.
وبحسب تقرير الصحيفة، استخدمت أوكرانيا أيضا عملية التلاعب ضد الطائرات الروسية بدون طيار في الحرب الدائرة بينهما، موضحا أنه يمكن للإشارات المزيفة إما تحويل مسار الطائرة بدون طيار عن المسار المقصود، أو خداع الطائرة – التي غالبًا ما تكون من طراز مدني – بجعلها تعتقد أنها دخلت منطقة محظورة أو منطقة حظر طيران، مما يتسبب في سقوطها.