قال وزير الخارجية السابق مروان المعشر، إن خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يدخل في سيناريوهين اثنين، الأول أن يعلن دخول الحرب مع تل أبيب، والثاني أن يقول إن “هناك خطوط حمر ولن نسمح بتجاوزها وإذا تم تجاوزها سيكون لنا موقف آخر”.
وأضاف المعشر ، أن السيناريو الثاني هو الواقعي والأقرب، وأنه في السنوات العشرين الماضية كان هناك 4 حروب على قطاع غزة لم يدخل في أي منها حزب الله، وأن الشعب اللبناني لن يدخل الحرب فلديه ما يكفيه من الويلات والمصائب.
وتوقع المعشر بأن إيران وحزب الله اللبناني لم يكونا على علم بهجوم حماس “عملية طوفان الأقصى” يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأشار إلى أن حزب الله يتصرف بذكاء ويعرف أنه إذا دخل الحرب، ستستغل تل أبيب الفرصة والتعاطف الكبير معها دوليا وسيبرر لها قصف الأبرياء في غزة، وسيقبل لها أيضا بتدمير البنية التحتية لحزب الله الذي بنى قدرة عسكرية كبيرة، ويستخدمها اليوم في سوريا.
ولفت المعشر إلى أن نصر الله سيخاطب ربما ضمائر وعواطف الناس ويقول إن لديه خطوط حمر ولن يسمح بتجاوزها، لكنه سيتوقف عن دخول الحرب
وقال المعشر إن “الحراك الأردني كان متميزا في هذه الأزمة، والموقف الرسمي متناغم مع الموقف الشعبي، وأن هذا ضروري في مثل هذه الأحوال؛ الملك زار عدة عواصم أوروبية وعربية، ويحاول كل جهده أن يتم على الأقل في الفترة الحالية وقف إطلاق النار، وجلالته في القاهرة وصف ما حصل بحرب إبادة جماعية، وربما هي المرة الأولى التي يستعمل فيها جلالته هذا المصطلح، كذلك الملكة رانيا وصفت تل أبيب بأنها نظام فصل عنصري، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مثل هذه المصطلحات”.
وعبر المعشر عن عدم تفاؤله على المدى القصير، مع وجود إدارة أمريكية تجاهلت الموضوع الفلسطيني منذ 9 سنوات على الأقل، واختزلت العملية السلمية بالاتفاقات الإبراهيمية، وأن الإدارة الحالية مقبلة على انتخابات رئاسية وغير معنية بوجود اختلاف في وجهات النظر بينها وبين الجمهوريين، وهو ما يجعلها غير معنية أو راغبة لقيادة أي جهد سياسي، في ظل وجود حكومة “إسرائيلية” عنصرية إلى أبعد الحدود.
وقال: “صحيح أن حكومة نتنياهو ستذهب، وسنشهد نهاية نتنياهو ونهاية الائتلاف الحكومي اليمين المتشدد ولكن هذا لا يعني أن الحكومة التي ستليها ستكون أكثر مرونة في العملية السلمية، اليوم الاختلاف في تل أبيب ليس اختلافا بين معسكر السلام ومعسكر ضد السلام، بل اختلاف بين معسكر يؤيد نتنياهو وآخر يعارضه، لكن المعسكرين لديهم نفس المواقف بالنسبة للعملية السلمية”.
وأكد المعشر أن استطلاعات الرأي اليوم تشير إلى أن الجمهور “الإسرائيلي” أصبح أكثر تشددا، وأن السلطة الوطنية اليوم بحاجة ملحّة لانتخابات جديدة.
واعتبر المعشر أن السلطة الفلسطينية حاليا لا تستطيع أن تذهب إلى أي جهد سياسي رافع شعبي، وأن الرافع الشعبي لن يتأتى إلا بإجراء انتخابات جديدة.