د. عادل يعقوب الشمايله
موقفُ سوناك رئيسُ وزراءِ بريطانيا “الهندي الاصل” يُعبرُ عن جيناتِ الضعفِ والخضوعِ التي أنتجتها قرونُ الاحتلالِ الاجنبي لبلادهم، حيثُ ظلُّوا لقرونَ طويلةٍ محكومينَ من قوى خارجيةٍ من بينهم المسلمونَ ثم الانجليز حتى الامس القريب.
هذا الموقفُ يبرهنُ على أنَّ من يتقلدونَ المناصبَ السياسيةِ في حكومات الدول الغربية بما فيها امريكا هم مُجردُ واجهاتٍ للدولة العميقة بولائاتها المستترةِ ومصالحها المتشعبةِ، وأنَّ اول شرطٍ لتوليهم المناصبِ السياسيةِ هو تجردهم من القيمِ الحميدةِ والاخلاقِ الانسانية.
وظيفتهم الحقيقيةِ هي تنفيذُ الاستراتيجياتِ الموضوعةِ سلفاً من قِبَلِ الدولة العميقة التي تتحكمُ فعلاً في إدارة شؤون الحكمِ وتوجهاتهِ في الدول الغربية.
تَجَرؤِ هذا الطرزان الذي اصبحَ رئيساً للوزراءِ بالصدفةِ وليسَ لأنهُ الرجلُ المناسب بعد أن أفلس حزبُ المحافظين من السياسيين العمالقة كتشرشل، لقولِ ما قالَ والسلوكِ الفَجِّ الذي قاحَ منهُ، إنما هو محاولةٌ لإقناعِ العربِ والمسلمين الذين يكرهم بسبب احتلالهم للهند وبسبب الصراع الهندي الباكستاني الازلي، أنهُ ليسَ ذلكَ الهندي الاصلي الذليل، بلْ هو رئيس وزراء دولة كانت عظمى.
هذا الموقفُ هو مؤشرٌ على الهوانِ الذي تسببت به الحكومات العربية لشعوبها اقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً ومواطنةً وطنيةً وعالميةً. كان المتوقعُ منَ الحكوماتِ العربيةِ أن لا لا تستقبلهُ أو أن تُعاملهُ بنفس الطريقةِ التي كان الانجليز يعاملون بها الهنود.
لا يمكنُ أن ينفصلَ هذا الدُميةُ النشازُ عن البيئة التي يَعيشُ فيها عن ماضيهِ وماضي اجدادهِ، فالضبعُ لا يصبحُ اسداً اذا أُلبسَ جِلدَ الاسد.
على أي حال وكما قال كسينجر “طول ما طبق الطعام بارد فإنه لا يستهوي الآكلين. الطبقُ الساخنُ هو ما يُسيلُ لُعابهم”.
المقاومةُ الفلسطينيةُ اخرجت الطبق من الثلاجة ووضعته في المايكرويف. بقي على الشعب الفلسطيني في كل مكان وخاصة في الضفةِ الغربيةِ أن يتفاعلَ اكثرَ مع المقاومةِ وأن يشاركها النضالَ بكافةِ اساليبهِ وأنْ يتخلصَ من جميع الجواسيس الذين يُعينونَ المحتل، وأن يكونَ هَمهُ الاولُ هو ردعُ ودحرُ الاحتلالِ وليسَ استجداءَ الحصول على الطعام والدواءِ من المساعدات التي يُقدمها المجرمون الذين يسلحون عدوهم الصهيوني بجميع ادوات الفتك والتدمير. فكيفَ يَتَقبلون الدواءَ من الذي تسبب في جراحات الجرحى، والاكفانَ من الذي قتل القتلى. الفلسطينيونَ أكبرُ وأشرفُ من أن يُعاملوا كخرافِ عيد الاضحى.