د.بيتي السقرات/ الجامعة الأردنية
في هذه الحياة هنالك عوامل تجعل من الحلول الحاسمة تتأجل وتجد تفاوت في مدارك الأفراد، وكذلك تخاذل مواقف الحكومات في النزاعات الإقليمية وتتخذ موقف الأصم الذي لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم.
في عرف العمل السياسي الحر يكون نصرة المظلوم ورد الظالم واجب ويميل الناشط السياسي المعتنق لفكر حزبي بالميل للاندماج بحروب التحرير كما كان “تشي غيفارا” مناضلا أممياً في منتصف القرن الماضي في أمريكا اللاتينية.
وفي ثمانينات القرن الماضي سعى الكثيرون للانضمام إلى القضايا العالمية المعنية بالحرية وعلى رأسها قضية فلسطين التي تعني قهراً للإنسانية وتطاولاً على دولة قائمة من قبل شراذم عنصرية و نظام لصوصي قائم على أبارتيد وتفوق عرقي يخالف القوانين والشرائع.
الفارق الآن في أن اللغة التي يقوم عليها مقاومي الشعب الفلسطيني أنهم لن يستمعوا للغة الساسة الذين سوفوا الحلول وضيعوا ألف فرصة على الشعب، ولمعرفتهم أن الشعب بمجمله لم يعد لديه ما يخسره وهذا يدفع للحرب غير المتكافئة في الإمكانيات أن تتساوى فيها الكفتان بانعدام رؤية حل لجيل يمكن له ان يضحي بروحه ليعيش الأجيال القادمة على أرضهم بكرامة.
منذ معركة الكرامة لم يعيش الشعبان الفلسطيني والأردني مثل هذه الحالة من قرب الحل الذي كنا نراه مكلفاً جداً لكنه الآن لن يكلف إلا انقشاع وهم الحلول الكاذبة والمبادرات الدولية الخادعة.
نحن الآن بأمس الحاجة لتجميع شتاتنا وتجديد ايماننا بعدالة قضيتنا ومن ثم دعم المقاومة الفلسطينية على أرض الميدان ورفض مفاوضات الساسة ومخرجاتها والتشديد على رفض التهجير وتثبيت الشعب الفلسطيني في أرضه وإحقاق حق العودة.
سنستمر في دعم القضية الفلسطينية والتحرير من النهر إلى البحر.
تخاذلنا سيكون جريمة تقتل أخوتنا وتقتلنا، فلنكن عوناً لهم ولأنفسنا.
سنخوض آخر الحلول المرة كونها أجمل من حياة بلا وطن وبلا كرامة، وعلاج الإحتلال هو المقاومة.