وطنا اليوم:بدأ الدكتور أحمد حسين حياته المهنية في مجال الصيدلة، ولكنه سرعان ما أدرك أنه يريد إحداث أثر إيجابي في حياة المرضى، لذلك قرر أن يسعى خلف حلمه في أن يصبح طبيباً في الولايات المتحدة. فبحسب تعبيره، يقول أنه يمكننا جميعاً أن نساعد المرضى عندما يكونون في حالات حرجة، لكن التواجد في الصفوف الأمامية وتشخيص المرضى وعلاجهم، كان الدافع الرئيسي وراء سعيه لامتهان الطب.
ويتحدث الدكتور أحمد عن التحدي الرئيسي الذي واجهه عندما بدأ رحلته في البحث عن كلية الطب المناسبة له، فيقول: “لم يكن لديّ معلومات شاملة حول نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، بحكم أنني قادم من منطقة الشرق الأوسط، ولاحظت أنه يختلف اختلافاً كلياً عن نظيريه في مصر والإمارات، اللتين عملت فيهما لعدة سنوات”.
ويضيف: “كي أكون قادراً على الاندماج في هذا النظام الصحي، بدأت أبحث عن كلية الطب التي يمكن أن تساعدني في هذا الشأن، ووجدت من خلال بحثي أن العديد من خريجي جامعة سانت جورج يملكون المؤهلات التي تخولهم للعمل في المستشفيات الأمريكية.”
ويبين أحمد أنه بعد الكثير من البحث والتقصي، بدأ عملية التقديم إلى كلية الطب بجامعة سانت جورج، ويصفها بأنها كانت سلسة سهلة، ويشير إلى أن الفريق المعني بعملية قبول الطلبات في الجامعة، كانوا على أتم الاستعداد لتقديم كامل التفاصيل ومناقشة الإجراءات كافة، إلى جانب الإجابة عن جميع استفساراته وتزويده بالمعلومات اللازمة.
ويصف الدكتور أحمد شعوره عند قبوله في كلية الطب بجامعة سانت جورج، بقوله: “عندما تلقيت خبر قبولي، شعرت أنني على وشك الانطلاق في رحلة جديدة تتطلب جهداً شاقاً لأتمكن من تحقيق هدفي، وهو أن أكون طبيباً في الولايات المتحدة.”
ويردف قائلاً: “وبمجرد انضمامي إلى جامعة سانت جورج، أُعجبت بمجموعة المواد الاختيارية الإضافية في المنهاج التعليمي الذي تقدمه كلية الطب بجامعة سانت جورج، مثل التشريح والطب البري، واكتشفت أيضاً أن جامعة سانت جورج تقدم الداعم الكامل للطلاب في استعدادهم لإجراء امتحان الترخيص الطبي الأمريكي (USMLE)، حيث كانت المواد الدراسية التي درسناها وأجرينا الاختبارات فيها خلال سنوات الدراسة الأساسية مفصّلة للغاية، وتلقيت كامل الدعم لضمان نجاحي في الاختبارات الموحدة، ومنها مساعدة فريق قسم الخدمات التعليمية الذي ساعدني في إعداد جداول الدراسة وشرحهم للمواد التي لم أفهمها جيداً وغيرها من الأمور الأخرى”.
بالإضافة إلى المنهاج الأكاديمي المتنوع والشامل، يتحدث أحمد حسين عن استمتاعه بالحياة الجامعية في جامعة سانت جورج فيقول: “كانت ممارسة الرياضة في صالة اللياقة الجديدة في الحرم الجامعي والمشاركة في دوري كرة القدم، من أكثر الأنشطة المفضلة بالنسبة إلي، كما أن منظر غروب الشمس الساحر، لا يمكن نسيانه أبداً”.
وشارك أحمد في أول دورة تدريب عملي له في مركز مستشفى بروكلين في نيويورك بعد إنهائه دراسة المواد الأساسية خلال السنوات الأولى في كلية الطب بجامعة سانت جورج، حيث قال: “حظيت بتجربة رائعة بمشاركتي بدورات التدريب العملية ضمن أقسام مختلفة، كما أن ذكريات تلك الدورات ستبقى في ذاكرتي دوماً لأنني قابلت حب حياتي والتي أصبحت زوجتي فيما بعد”.
وبعد إكماله دورات التدريب العملي، يسرد أحمد أن رحلته في عملية الحصول على فرصة التوظيف في الولايات المتحدة كانت مرهقة، حيث يقوم الطلاب المتخرجين بالتقديم لبدء حياتهم المهنية في الطب، ليتم مطابقة ملفهم مع أحد المستشفيات الشريكة لكلية الطب بجامعة سانت جورج في حال توفر شاغر في أحدها.
فيقول: “حاولت الاستعداد قدر المستطاع من الناحية الذهنية عبر الاستفادة من خبرات الخريجين الجدد واستشاراتهم، كما ساعدني مكتب التوجيه المهني ودعم الطلاب في جامعة سانت جورج إلى حد بعيد في هذا الموضوع”.
ويقدم أحمد نصيحته في هذا الخصوص للطلاب الخريجين عبر وضع خطة محددة لعملية التقديم لشاغر وإجراء المقابلات في اليوم المحدد لها عبر قوله: “حظيت بمساعدة كبيرة من الجامعة قبل تقديمي لشاغر عندما كنت لا أزال في غرينادا، حيث زودني مكتب التوجيه المهني التابع لجامعة سانت جورج بالخطوات اللازمة لعملية ملء الطلب وتقديم سيرتي الذاتية، كما قاموا بمراجعة الطلب وقدموا لي النصائح قبل تاريخ التقديم. إلى جانب ذلك، كان الموجهون يقدمون نصائحهم بناءً على درجاتي في فحص ستيب 1، وأدائي في دورات التدريب العملية، والتخصص الذي كنت أتقدم إليه”.
ويصف الدكتور أحمد حسين شعوره عندما علم بقبوله في تخصص طب الأطفال، الذي كان يحلم دوماً في دراسته، في برنامج مركز ميمونيديس الطبي في نيويورك، قائلاً: لم أصدق ذلك، لقد كنت أتأكد من قبولي في البرنامج على موقع برنامج مطابقة التدريب العملي الوطني كل خمس دقائق”.
ومع ذلك، يعتقد أحمد أن عملية الانتقال والتحول من طالب طب إلى طبيب هيي عملية مستمرة: “أحد أبرز الأشياء التي تعلمتها خلال دراستي في كلية الطب هو أنك لن تشعر أبداً بالاستعداد التام لخوض امتحان ما أو مقابلة مريض أثناء دورات التدريب العملية، وكل ما عليك فعله لتدراك هذا الشعور هو تحديد الجوانب التي عليك تطويرها ومعالجتها قبل اختبارك التالي أو لقاء مريض آخر، وبهذه الطريقة، تمكنت من تخطي مرحلتي الأولى في التدريب العملي. إن دراسة الطب هي رحلة طويلة الأمد من التعلم، وتبدأ بمعرفة مواضع النقص لديك، وتقييم أدائك بشكل مستمر، والاستماع إلى نصائح المشرفين عليك”.
ويوصي الدكتور أحمد حسين، الطلبة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الراغبين بممارسة الطب في الولايات المتحدة، باختيار كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا، قائلاً: “غرينادا جزيرة رائعة تقبل الطلاب من جميع أنحاء العالم ولحسن الحظ بالنسبة لنا، نحن المصريين، فهي لا تتطلب التقديم للحصول على تأشيرة. بالإضافة إلى ذلك، ومن واقع خبرتي، نجحت جامعة سانت جورج في إيجاد شاغر لي في أحد المشافي الولايات المتحدة، الأمر الذي كان هدفي الذي أسعى إليه”.