وطنا اليوم – كشفت مُحلّلة الشؤون العربيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، المُستشرِقة سمدار بيري، اليوم الاثنين، النقاب عن أنّه في خطوةٍ نادرةٍ وغيرُ مسبوقةٍ، أرسل الأمير حسن بن طلال، برقية تعزية إلى عائلة الإعلاميّ إيتان هابر، الرئيس السابق لديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، يتسحاق رابين، الذي تُوفيّ يوم الخميس الماضي عن ثمانين عامًا، وطلب أنْ يتّم نشرها في الصحيفة، مُعتبرةً في الوقت عينه بأنّ هذه الخطوة جريئةً جدًا، وعلى نحوٍ خاصٍّ في هذه المرحلة الحساسّة في العلاقات الثنائيّة بين المملكة الأردنيّة والدولة العبريّة، التي يسودها التوتّر الشديد، كما أكّدت.
وجاء في رسالة التعزية التي وقعّها الأمير حسن: بحزن شديدٍ سمعت عن وفاة هابر، الذي كان صحافيًا جريئًا، وكاتبًا رفيعًا، وصانع سلامٍ، وفي الحقيقة لم نلتقِ في الآونة الأخيرة بسبب مرض هابر، ولكننّي أتذكّر الأيّام الخوالي التي كُنّا نعمل فيها سويةً من أجل إحلال السلام بين بلدينا، الأردن وإسرائيل، على حدّ قوله، وأضاف قائلاً إنّ هابر كان رجلا صاحب رؤيةٍ، والذي ستبقى ذكراه خالدةً ليس في إسرائيل فقط، بل في منطقة الشرق الأوسط برّمته، حسب كلام الأمير حسن، مُختتمًا التعزية، التي وجهها لنجل هابر: “وتقبّلوا مني التعازي الصادقة جدًا، أنتَ وجميع أفراد العائلة”.
وأشارت المُستشرِقة الإسرائيليّة في سياق تقريرها إلى أنّ هابر كان أحد أقرب المُقرّبين للملك الراحِل، الحسين بن طلال، ولوليّ العهد آنذاك، شقيقه الأمير حسن، مُضيفةً أنّه درج على السفر إلى عمّان والالتقاء هناك مع الملك وأخيه كلّما نشب أيّ خلافٍ بين تل أبيب وعمّان، مُوضِحةً أنّ هابر كان مُولعًا بالحلويات الشرقيّة، وبشكلٍ خاصٍّ البقلاوة، وأنّ الديوان الملكي اهتّم دائمًا بمنحه الهدايا من الحلويات العربيّة-الشرقيّة، طبقًا لأقوالها.
وحتى وفات، اعتُبِر هابر، من صحيفة (يديعوت أحرونوت)، من أكثر المُحلّلين الإسرائيليين تأثيرًا على صنع الرأي في إسرائيل، علاوة على تأثيره الكبير على دوائر صنع القرار في تل أبيب، فهذا المُحلِّل المخضرم، وبحكم عمله إلى جانب رابين، اطّلع على العديد من المواد السريّة، وكان شريكًا فعّالاً جدًا في التوصّل لاتفاقية السلام مع الأردن، التي تمّ التوقيع عليها بين الدولتيْن في العام 1994.
ووفقًا لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، فإنّ هابر كان على صلةٍ وطيدةٍ جدًا بالأمير حسن، مُضيفةً أنّ رئيس ديوان رابين الأسبق درج على السفر إلى عمّان لحلّ المشاكل العالقة والمُستجدّة بين الحكومتيْن الإسرائيليّة والأردنيّة، قُبيل وخلال وبعد التوقيع على اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل، والمعروف باسم اتفاق وادي عربة.