وطنا اليوم:مع استحداث بلدية اربد الكبرى لدوارين على مدخل اربد الجنوبي والتي استغلت البلدية الحظر الشامل وقامت بتنفيذها امس السبت فان الازمة المرورية تفاقمت بصورة كبيرة منذ ساعات الصباح الباكر على الدوارين وامتدت لمسافات وطوابير طويلة حيث اصبح المرور من الدوارين معضلة امام السائقين .
البلدية الغت اشارة اليوسفي واستبدلتها بدوار امس كما اعادت دوار حياة اربد الذي ازيل قبل 3 سنوات بناءا على دراسات مرورية من قبل مختصين وفنيين.
ومع تكدس المركبات بصورة كبيرة منذ ساعات الصباح على الدوارين اضطر سير اربد لتعزيز دوار اليوسفي بثلاثة رقباء سير اضافة الى رفد دوار حياة اربد برقيب سير من اجل تنظيم الحركة المرورية في ظل حالة الفوضى الحاصلة.
وتأزمت الامور بين الجهات المسؤولة باربد لا سيما بعد نشر بلدية اربد الكبرى ان إعادة دوار حياة إربد جاء بعد اجتماعات متواصلة مع الجهات المعنيه(السير ، مندوبين الجامعات المختصة ، الأشغال العامة، وباقي المؤسسات، ممثلين المجتمع المحلي ) . وهو الامر الذي نفاه محافظ اربد رضوان العتوم والذي اكد انه لم يتم اي اجتماع منذ بدء جائحة كورونا بخصوص انشاء دوار اليوسفي وحياة اربد كما اكدت اشغال اربد ان البلدية اجتهدت لوحدها دون مشاورة الاشغال باقامة الدوارين.
ووصفت مديرة اشغال اربد المهندسة رحاب العتوم افي حديثها “للدستور” الوضع المروري على الدوارين ب “الكارثي” مؤكدة على ضرورة ازالة الدوارين فورا لتلافي ما يحصل من فوضى مرورية غير مسبوقة على الدوارين منوها الى ان الاشارة الضوئية التي ازيلت كانت تخدم الحركة المرورية بلا اي اشكالات تذكر كما ان الحركة المرورية على تقاطع حياة اربد الذي تم انشاء دوار عليه لا يشكو من اي ازمات مرورية.
واضافت ان الاشغال خاطبت بلدية اربد الكبرى ومحافظ اربد من اجل ازالة الدوارين فورا تجنبا لحالات الازمة الحاصلة والتي سنتعكس سلبا على الحركة المرورية في المنطقة لا سيما ان الدوارين يقعان ضمن منطقة حساسة جدا وتضم مجمع سفريات اربد المركزي ” مجمع عمان الجديد” وعدد من المولات والمحال التجارية وتعتبر مدخل لاربد.
وحذرت المهندسة العتوم من تفاقم الوضع المروري بشكل اكبر خلال الفترات اللاحقة مع دوام جامعات اربد الخمسة والمدارس والتي هي الان في فترة تعطيل بسبب كورونا.
واكدت المهندسة العتوم ان ما حصل اجتهاد خاطيء من البلدية حيث لم يتم مشاورة الاشغال بذلك مبينة ان الشارع الذي اقيم عليه الدوارين من ضمن الاتفاقية الجديدة التي تعتبر الطرق الدائرية من ضمن صلاحيات البلدية لكن يجب الرجوع للأشغال عند تنفيذ اي امر مروري يتعلق بالسلامة العامة.
وقال مدير سير اربد الرائد طارق فريحات “للدستور” انه لم يتم استشارة سير اربد من الناحية الفنية باقامة الدوارين مبينا ان اقامة دوار حياة اربد بعد نفق اربد الذي يعتبر مخرج للمركبات لا يدخل القاموس المروري وانما زاد الطين بلة حيث ان الدوارين الان يشهدان ازمات مرورية غير مسبوقة.
وزاد الرائد فريحات ان الوضع المروري على الدوارين غير سليم وليس مقبولا خصوصا ان اشارة اليوسفي تشهد كثافة مرورية كبيرة والاصل عدم انشاء الدوارين.
واضاف الرائد فريحات ان سير اربد اضطر اليوم الى تعزيز دوار اليوسفي بثلاثة رقباء سير اضافة لرقيب سير على دوار حياة اربد من اجل تنظيم المرور على الدوارين منوها الى انه يصعب ابقاء رقباء السير على الدوارين طيلة اليوم وهو امر بات يشكل عبء اضافي على السير من جهة وعلى الوضع المروري المأزوم في المنطقة .
وختم الرائد فريحات حديثه بالقول انه سيتم تقييم الوضع المروري من قبل السير واتخاذ قرار بشان الدوارين بالتنسيق مع الجهات المسؤولة ومحافظ اربد حيث لم يستبعد صدور قرار جديد بشان الدوارين خلال 24 ساعة .
وقال خبير هندسة النقل والمرور بجامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور بشار هاني العمري أن استبدال إشارة اليوسيفي بدوار غير مناسب لان الإشارة أعلى كفاءة من الدوار والتقاطع مزدحم أصلا.
وأكد العمري في منشور على صفحته على الفيس بوك أن الدوار يكون مناسبا للتقاطع ويفضل على الإشارة الضوئية إذا تحققت 3 شروط رئيسية أولها لم تصل الحجوم المرورية الداخلة إلى الدوار بساعة الذروة إلى سعة الدوار التي تعتمد على خصائص الدوار ولكنها بحدود 2000 مركبة بالساعة للدوار بمسرب واحد و 4000 مركبة بالساعة للدوار بمسربين.
أما الشرط الثاني وجود مساحة كافية بمنطقة التقاطع لإنشاء دوار حسب المواصفات وتصميم وتنفيذ الدوار ومداخله بطريقة هندسية صحيحة تضمن انسيابية الحركة المرورية.
وقال أن الإشارة الضوئية تصبح أفضل من الدوار في حالة الحجوم المرورية العالية أو عدم توفر مساحة كافية لدوار كامل حسب المواصفات داخل التقاطع.
وبخصوص دواوير مدينة اربد تمت استشارتنا بعدد محدود منها من حيث المبدأ (تركيبها أو إزالتها) دون التدخل بالتصميم أو الإشراف على التنفيذ وكانت دائما إجاباتنا حسب الأسس العلمية أعلاه.
وأكدت بلدية اربد الكبرى في بيان صادر عنها أن إنشاء الميدانين في شارع الملك عبد الله الثاني جاء بعد دراسة مرورية مستفيضة قامت بها البلدية لواقع المنطقة بعد ان طرأت عليها العديد من تغييرات اثر افتتاح مجمع سفريات اربد المركزي واستحداث عدد من الطرق في المنطقة مما ادى إلى توزيع احجام المرور على كثير من الشوارع والتقاطعات القريبة وبالتالي خفض احجام السير عل التقاطعات وهو ما استدعى إعادة النظر في واقع المنطقة من الناحية المرورية وتسهيل حركة المركبات بهدف تجنب الإزدحامات المرورية في المنطقة.
وأكدت البلدية في بيانها أن جميع الدراسات العلمية أثبتت بما لا يقبل للشك ان الميادين أكثر أماناً وأقل تأخيراً لحركة المركبات مطالبة المواطنين بعدم استعجال الحكم وانتظار النتائج على أرض الواقع منوهةً بذات الوقت أنها تنتظر التغذية الراجعة لهذه التعديلات المرورية وأن حال الطرق وواقعها يبقى دائماً موضعاً لإعادة التقييم حسب ما يفرضه واقع الحال.
وبينت البلدية أن اتفاقيتها مع وزارة الأشغال العامة والإسكان منحتها الصلاحيات لإجراء التدخلات المرورية دون الرجوع لأحد وذلك حسب البند الثاني من المادة الخامسة من الإتفاقية والتي تنص على مايلي:
“تكون مسؤولية البلدية لجميع الطرق التي تقع داخل حرم اربد الدائري الخارجي باستثناء الطرق التالية:
1-شارع البتراء يكون من اختصاص البلدية من دوار الثقافة ولغاية شرق إشارة الصريح بـ200م باتجاه جامعة العلوم والتكنولوجيا.
2. شارع الملك عبد الله الثاني يكون من اختصاص البلدية لغاية إشارة مدخل مخيم الحصن.
3. طريق اربد / ايدون من اختصاص البلدية بعد دوار العيادات بـ 50 متراً باتجاه المستشفى العسكري.
كما نص البند السابع من المادة السادسة في الاتفاقية على أن تقوم البلدية بأخذ موافقة الأشغال العامة في حال عمل تقاطعات مرورية وحلول مرورية كبرى مثل الأنفاق والجسور وهو ما لا ينطبق على إنشاء الميادين فيما بينت المادة الثانية من البند رقم 6 أن تأثيث الطرق بعناصر السلامة المرورية من حيث الإشارات الضوئية وصيانتها والإشارات التحذيرية والإرشادية اللازمة تركيبها وصيانتها هو من مسؤولية البلدية وبالتالي فإن من صلاحية البلدية وضع الإشارات الضوئية وإزالتها.
وختمت البلدية بيانها بالتأكيد على تحملها المسؤولية الكاملة لنتائج هذا المشروع الذي اكدت جميع الدراسات التي قامت بها أن من شأنه تحسين الواقع المروري وتجويد انسيابية سير المركبات في هذه الطرق