وطنا اليوم:تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل ساخر صورة لمراسلة شبكة “سي إن إن” في أفغانستان بالحجاب، أثناء تغطيتها الإعلامية للوضع في محيط السفارة الأمريكية في كابل بعد سيطرة “طالبان” على المدينة..
فكتب مدون : “على قد مهو فعل حسن بس بدافع الخوف وده مش شرع الله ولا الإسلام.. الإسلام والحجاب اقناع وما يقتنع بيه القلب والعقل.. والإسلام بريء من أي أفعال إرهاب أو خوف واجبار”. وكتبت أخرى: “المهم تكون لبساه عن اقتناع مش خوف وكده”، بينما علق إبراهيم بسيوني: “اتحجبت عشان طالبان بس، أمال لو الفصل كله بقي هتلبس النقاب”. وقال ثالث: “كل اللي يعجبك وألبس اللي يعجب طالبان”.
وأثار ظهور كبيرة المراسلين في قناة سي إن إن الأمريكية وهي ترتدي الحجاب بعد يوم واحد من سيطرة حركة طالبان على أفغانستان جدلا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذي عدّوا ذلك بماثبة خطوة تعبر عن خوف المراسلة من أية عقوبات قد تفرض عليها.
وظهرت كلاريسا وارد خلال تقرير عرض، اليوم الإثنين، حول التغييرات التي طرأت بعد سيطرة طالبان على أفغانستان وهي ترتدي الحجاب، ويقف خلفها عدد من مقاتلي الحركة.
كما نشرت القناة عبر موقعها الرسمي التقرير، وعنونته بـ”كبيرة المراسلين الدوليين لشبكة سي إن إن كلاريسا وارد ترتدي الحجاب أثناء تغطيتها من كابول صباح اليوم الإثنين، بعد يوم واحد من سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية”.
وأضافت القناة أن وارد استخدمت التقرير لتوضح كيف تغيرت الأمور في المدينة خلال الـ24 ساعة الماضية، ونسبت لوارد قولها: “هذا مشهد اعتقد بصدق أنني لن أراه أبداً، العشرات من مقاتلي طالبان وخلفنا مباشرة مجمع السفارة الأمريكية”.
وعندما سألها جون بيرمان وبريانا كيلار مذيعا برنامج “يوم جديد” للتعمق أكثر في مدى اختلاف الأشياء بعد سيطرة الحركة، أشارت وارد إلى أنها رأت أعضاء طالبان في الشوارع في المقام الأول، “أولئك الذين كانوا مجرد مواطنين عاديين كانوا في الغالب من الرجال”.
وتابعت: “لقد رأيت القليل من النساء، لكنني سأقول، لقد رأيت عددا أقل بكثير من النساء مما كنت أراه عادة يسير في شوارع كابول، والنساء اللاتي تروهن يسرن في شوارع كابول يملن إلى ارتداء ملابس أكثر تحفظا مما كن عليهن عندما كن يسرن في شوارع كابول أمس”.
ولفتت إلى أنها رأت “البرقع” (غطاء الرأس والوجه) اليوم أكثر مما رأته منذ فترة، إذ من الواضح “أنني أرتدي ملابسي بطريقة مختلفة تماما عما أرتديه عادة للسير في شوارع كابول”.
وأوضحت القناة أن وارد لاحظت أثناء تغطيتها أن وجودها بدأ يسبب توترا بين أعضاء طالبان الذين تحدثت إليهم في مرحلة ما، إذ طُلب منها تحديدا أن تقف جانبا لأنها امرأة.
وقالت وارد: “لا أحد يخمن كيف سيبدو الوضع على الأرض في غضون ساعتين، ناهيك عن يومين وشهرين”.
وفي الوقت الذي اعتبر البعض أن ظهور المراسلة مرتدية للحجاب يمثل إساءة للإسلام، وللأنظمة التي تستخدم غطاء الرأس لقمع حريات المرأة، مثلما كتبت الصحافية الفلسطينية المقيمة في الإمارات، سجى عليان، عبر صفحتها على “فيسبوك”، فإن البعض الأخر قال إنه “سلوك مهني بامتياز ويأتي في إطار السلامة المهنية التي يجب على الصحافيين اتباعها في حالات مماثلة”.
وقالت عليان في منشورها: “يلا بزيادة إرهاب وكره للحجاب ووصم المحجبات والدين بالإرهاب”.
فيما تساءل الصحافي والمدرب في الاتحاد الدولي للصحافيين، سامي أبو سالم، عن سبب الجدل المثار حول صورة المراسلة المتدالة قائلاً: “لمِ الاستهزاء؟ سلوك مهني محترف وطبيعي جدا”.
وأضاف في منشور له عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”: “مراسلة سي إن إن (كلاريسا وارد) في كابول قبل وبعد سيطرة “طالبان”، كما يتم تداول الصورة، لا أعلم لماذا ينظر البعض للصورتين باستهزاء.. على الصحفي (ة) في الميدان الانتباه لعدة عوامل من أجل سلامته، بما في ذلك الملابس وفقا للعادات والتقاليد والقوانين المعمول بها وطبيعة نظام الحكم!”.
فيما اكتفى أخرون بنشر صورتين للمراسلة المذكورة أحدهما بالحجاب والأخرى بدونه، معقبين “الصورتان لمراسلة سي إن إن في كابول، كلاريسا وارد خلال 24 ساعة قبل وبعد سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية”.
بدورها، علقت المراسلة الأمريكية على تداول صورتها بالحجاب والعباية. وأعادت نشر الصورة عبر حسابها على “تويتر” وقالت: “هذا الميم غير دقيق، الصورة العلوية من داخل مجمع خاص، بينما الصورة بالجزء السفلي في شوارع كابول التي تسيطر عليها طالبان”.
وأضافت: “كنت أرتدي دائماً غطاء للرأس في شوراع كابول سابقا، على الرغم من عدم تغطية شعري بالكامل والعباية، لذلك هناك فرق ولكن ليس بهذه القوة”.