نضال ابوزيد
في الوقت الذي يطالب فيه الشارع الأردني بالتغيير، يتأرجح الشارع بين دعوات المقاطعه والمشاركة في انتخابات البرلمان التاسع عشر، في حين يطالب الشارع دائما بالتغيير المنشود وينتقد بعمق شكل وأداء المجالس النيابيه، والواقع مغاير تماما حيث الشخوص التي تقلدت النيابه تحت القبة، افرزها الشارع وهندس شكلها صوت الناخب، الأيام القليلة المتبقية على يوم الاقتراع في العاشر من الشهر الجاري، يفترض أن تقول الكثير ليس فقط في جدوى وإنتاجية مجلس نيابي يختلف من حيث الشكل والمضمون من خلال كثافة المشاركة في التصويت وانما في إستحداث واقع وشكل سياسي جديد للمجلس التاسع عشر.
ثمة حالة نكران للانتخابات يعيشها الشارع الأردني تحت وطاة ازمة كورونا وتحت ضغوط اقتصادية وحالة نكران أخرى بان التغير يبدأ من المشاركة بالانتخابات، فيما دعوات بعض الأطراف الحزبية بدأت تتسلل إلى عمق المجتمعات البعيدة عن المركز و في الأطراف للمجتمع الاردني، بهدف شن هجوم معاكس على أدوات الدولة ليبرر فشل بعض القوائم في الثبات بتركيبتها وخاصة قوائم الإصلاح التي بدأت تستشعر خطر الفشل المحقق في دوائر لطالما اعتبرت عمقا استراتيجيا لها او قواعد شعبية فشل التيار الاسلامي خلال الأسابيع الاخيرة في الثبات بها والتقطت خطر الخسارة المحققة في الانتخابات القادمة، لذلك انطلقت أدواته لبث مفاهيم العزوف عن المشاركة في التصويت والتحريض على عدم المشاركة في الانتخاب، وذلك رهان خاسر على نسبة تصويت منخفضة ممكن ان تبرر فشل تماسك قوائم بعض التيارات، حيث ان الحلول المعلبه بالتأكيد ان نجحت سوف يدفع ثمنها الشارع لحساب أشخاص او كيانات حزبية تستفيد من مشهد انتخابي بنسب مشاركة منخفضة.
لن يتغير المشهد التشريعي، الا من خلال المشاركة في الانتخابات ولن تجدي حملات المقاطعه في كبح جماح الانتخابات التي باتت على الأبواب والعزوف عن المشاركة قد يخدم أطراف أرادت هندسة المشهد الانتخابي على طريقتها الخاصه، وهو ما جاء بغير ماتشتهي سفنهم، حيث ان المشاركة في التصويت خاصة في المركز والاطراف من البادية الأردنية والمناطق ذات النفوذ العشائري ومناطق النفوذ الحزبي في عمق العاصمة، سوف يفرز واقع مغاير لما اراده العابثون في تغير ميول الشارع الراغب بالتغيير من خلال صناديق الأقتراع، فيما بات في حكم المؤكد ان الحلول البيروقراطية أصبحت عبثيه وان الانجع والاسلم للشارع الاندفاع نحو الاقتراع، لان التغيير المنشود يبدأ من صناديق الأقتراع لا من الغمز واللمز والتشكيك في نجاعة الانتخابات وهو مبرر فشل بعض المكونات الحزبية التي سئم من خطابها الشارع وما انفكت تحسب قواعدها كما لو انها لاتزال في تسعينيات القرن الماضي.
* مدير تحرير وطنا اليوم