الاحتياج يولد الابتكار.. تربة بركانية في الأردن توفر بديلاً زراعياً مثالياً

1 يونيو 2025
الاحتياج يولد الابتكار.. تربة بركانية في الأردن توفر بديلاً زراعياً مثالياً

وطنا اليوم:حجارة بركانية تكونت قبل آلاف السنين أصبحت اليوم هي الأمل لأجيال قادمة في زراعة المناطق الصحراوية والأراضي القاحلة بفضل خصائصها الطبيعية التي تتغلب على شح المياه ونقص المعادن وملوحة التربة.
وتعتمد تقنية جديدة ابتكرتها إحدى الشركات الأردنية على تفتيت الحجارة البركانية القادمة بشكل رئيسي من بلدة الصفاوي في المفرق إلى قطع صغيرة تعرف باسم “التوف” يتم بسطها فوق أي تربة لتتحول إلى بيئة حاضنة لمختلف أنواع المزروعات.
وقال مهند المناصير الرئيس التنفيذي لشركة وتد الزراعية التي بدأت هذا المشروع قبل ثلاث سنوات “التربة هاي اليوم إلها فوائد عديدة طبعا. اليوم بنشوف العالم كله بيعاني من مشاكل المياه وندرتها وملوحتها”.
وأضاف “بيعاني العالم اليوم من مشكلة درجات الحرارة والمناخ. العالم اليوم بيحاول محاربة التصحر من خلال التشجير. هاي التربة هي الحل الأمثل اليوم، اللي بتحاكي كل الحلول اليوم لمشاكل المياه بحيث انها بتوفر مياه 50 إلى 60 بالمئة”.
وقال “برضه هاي التربة ميزتها انها طاردة للملوحة ومقاومة للأعشاب الضارة”، مما يجعلها خيارا عمليا ومستداما للزراعة في البيئات الصعبة”.
وتتركز معظم الأراضي الصالحة للزراعة في الأردن في وادي الأردن حيث خصوبة التربة والمناخ الملائم الذي يتيح زراعة مجموعة من المحاصيل تتراوح بين الحبوب والخضراوات والفواكه.
لكن اللجوء إلى مثل هذه التربة البركانية الجديدة يفتح الآفاق أمام استصلاح مساحات أوسع من الأراضي لزيادة المحاصيل وتنويعها.
وقال المناصير إن شركته بدأت بإنتاج مليون طن سنويا من هذه التربة، وتطمح للوصول إلى ما بين 10 أطنان و15 طنا في العام “لخدمة الأردن والمنطقة العربية كلها”.
وأضاف “الصخور البركانية ليست جديدة على منطقتنا، فهي ممتدة في شمال وجنوب الأردن، ولها وجود طبيعي في سوريا والعراق والسعودية” لافتا إلى أن هذه التقنية تشكل طفرة زراعية “في وقت تعاني فيه نحو 68 بالمئة من مساحة الوطن العربي من التصحر”.
وفي الأردن، تأتي الحجارة البركانية المستخدمة في المشروع من المفرق بشمال شرق المملكة وهي محافظة غنية بالموارد الطبيعية والمعالم الأثرية.
وقال المهندس إبراهيم المناصير المسؤول عن موقع الاستخراج “هاي المنطقة كانت بتعج بالنشاط البركاني منذ آلاف السنين… منطقة المفرق في الصفاوي، موجودة هاي كانت عبارة عن براكين، حاليا خامدة ونقوم نحن باستخراج معدن الزيولايت منها”.
وأضاف كلها عبارة عن صخور بركانية تشكلت قبل آلاف السنين… عندما ثارت البراكين، وبناء على طريقة الترسيب والظروف والعناصر الجوية التي واجهتها عند ثورانها”.
وقال “تختلف نوعية الصخور من مكان لآخر، ففي عندك اللي هو الزيولايت الموجود عندنا بالمنجم هون، في الزيولايت أكتاف في أحد المناجم الأخرى عندنا برضه، في البازلت والبوزلانة، كلها عبارة عن صخور بركانية تشكلت قبل آلاف السنين”.
ويرى متخصصون أن استصلاح الأراضي القاحلة باستخدام “التوف البركاني” لا ينعكس فقط على زيادة الإنتاج وتوفير مساحات جديدة لكنه يقدم منتجا زراعيا صحيا يستهلك كمية مياه وأسمدة أقل.
وقالت المهندسة الزراعية هديل “ننصح باستخدام التربة هاي لأنها تربة بتعطينا منتج عضوي 100 بالمئة، صحي 100 بالمئة، لأنها تربة عضوية بركانية بدون أي مضافات كيميائية”.
وأضافت أن من ميزاتها أيضا أنها “بتوفر من استخدام المياه بنسبة 60 بالمئة والأسمدة بنسبة 80 بالمئة، وتمتاز بالخاصية الكيتونية… اللي بتحافظ على رطوبة التربة والاحتفاظ بنسبة… بتخلي النبات يقاوم جميع الظروف الجوية… مما يجعلها خيارا اقتصاديا وفعالا”.
وأشارت إلى أن المزارع التي استخدمت تلك التربة شهدت تحولا ملموسا على مستويات نمو المزروعات، ومضاعفة الإنتاج، وتعافي التربة بعد سنوات من الجفاف.