“الأردن في وجه التشويه: موقف ثابت ودور إنساني لا تعرفه الأقلام المأجورة”

18 ثانية ago
“الأردن في وجه التشويه: موقف ثابت ودور إنساني لا تعرفه الأقلام المأجورة”

وطنا اليوم_بقلم: لؤي البشير

في زمن تعلو فيه الأصوات المأجورة وتتكاثر فيه حملات التشويه المبرمجة، يبقى الأردن شامخًا بثوابته ومواقفه، من دون أن يحتاج إلى شهادة من أحد.
الأردن، الدولة التي ما انفكت تضع فلسطين في قلب أجندتها الوطنية والقومية، يجد نفسه اليوم هدفًا لحملة إعلامية مشبوهة، آخر فصولها تقرير موقع بريطاني يتهمه زورًا بفرض ضرائب على المساعدات المتجهة إلى غزة.

لكن الحقيقة، كما يعرفها كل منصف ومطلع، تختلف تمامًا عن رواية الأكاذيب.

بين الزيف والحقيقة

منذ اليوم الأول للحرب على غزة، كان الأردن أول المبادرين، لا بالشعارات بل بالفعل.
على الأرض، تحركت القوافل البرية، انطلقت الإنزالات الجوية، وأُقيمت المستشفيات الميدانية، دون منّة ولا استعراض، بل بواجب إنساني قومي تشرّبته القيادة والشعب معًا.

ما أغفله التقرير المشبوه – عمدًا أو جهلًا – هو أن الأردن لم يكتفِ بتحمّل كلفة المساعدات المرسلة عبر أجهزته الرسمية، بل وفّر أيضًا منصات وممرات للمنظمات الدولية والإنسانية كي تنقل مساعداتها، دون أن يُحمّل هذه المنظمات أي كلفة إضافية خارج المصاريف التشغيلية المنطقية مثل النقل والتخزين والتنسيق الميداني.

أين هي “الضرائب” التي يتحدثون عنها؟ وأين هي الأرباح في مهمة إنسانية تحملها الجيش الأردني والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية على عاتقهما، وسط صمت كثيرين كانوا يُفترض أن يكونوا في مقدمة الدعم؟

أردن لا يزايد عليه أحد

الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لم يكن يومًا متفرجًا على معاناة الأشقاء.
بل كان دائمًا حاضنًا لقضيتهم، مدافعًا عن حقوقهم، وسندًا لهم في المحافل الدولية.
إن حملات التشكيك والتشويه، التي تتصاعد اليوم عبر منصات إعلامية مأجورة، ليست إلا محاولة يائسة للنيل من موقف أخلاقي وإنساني ثابت، لا تغيّره العواصف ولا تستنزفه الابتزازات الإعلامية.

هذه الحملات، مهما بلغت حدتها، ستصطدم بجدار الحقيقة وبصمود شعب أردني أبيّ يعرف تمامًا من هو، وما هو دوره في محيطه، وإلى أين يتجه.
لقد دفع الأردن ولا يزال، من اقتصاده، وموارده، وأمنه الداخلي، ثمن مواقفه القومية، لكنه لم ولن يتراجع عن دعم القضية الفلسطينية، لأنها جزء من هويته ووجدانه، وليست ملفًا سياسيًا عابرًا.

رسائل إلى الداخل والخارج
• إلى الأشقاء العرب:
ليس مطلوبًا منّا التصديق الأعمى لأي تقرير أو منشور. المطلوب أن ننظر بعين الحق، وأن نثمّن مواقف من يقف إلى جانبنا بصدق، لا أن نُصفّق للمتاجرين بالمآسي.
• إلى القارئ العربي:
تذكر أن الأردن ليس لاعبًا هامشيًا في معادلة فلسطين، بل هو عمقها، ودرعها، ومدافعها الصادق.
• إلى كل الأقلام الحرة:
واجهوا الحملات الإعلامية المغرضة بالحقيقة لا بالعاطفة فقط.
الحقيقة وحدها كفيلة بإسقاط الأكاذيب، والضمير الصحفي الشريف يعرف أين يقف.

ما بين الشرف والدعاية، الأردن اختار موقعه منذ زمن

في زمن المزايدات، اختار الأردن موقع الشرف.
وفي زمن الضجيج، اختار الفعل لا الخطابة.
وفي زمن التزييف، اختار أن يكون صوتًا للحقيقة، وعنوانًا للإنسانية.
فليكتب المأجورون ما يشاؤون، وليهتف صغار المآرب بما يحلو لهم… الأردن باقٍ، والمواقف لا تُقاس بالمنشورات، بل بالفعل، والتاريخ، والدماء.