وطنا اليوم:”قد مات قوم وما ماتت مكارمهم .. وعاش قوم وهم في الناس أموات”.
ينطبق هذا البيت من الشعر للإمام الشافعي تماما على رئيس الوزراء الأسبق الشهيد وصفي التل، وهو الذي مازال حيّا في قلوب الأردنيين وحاضرا في أحلامهم، فقد كان الراحل صاحب مشروع وطني، وظلّ رمزا للانتماء والشجاعة والإخلاص ونظافة اليد.
وتصدر وسم #وصفي_التل قائمة الوسوم الأكثر تداول عبر منصات التواصل الاجتماعي في الأردني.
ويستذكر الأردنيون الذكرى الحادية والخمسون لاستشهاد رئيس الوزراء الأسبق، وصفي التل.
وعبر الناشطون عن فخرهم بميسرة الشهيد ، ومقارنين بينه وبين الساسة في وقتنا الحالي
وصفي التل الوزير ورئيس الوزراء السابق هو نجل شاعر الأردن مصطفى وهبي التل الملقب بـ “عرار”، ولد في بلدة تركية سنة 1919 م، وهو من عائلة “التل” احدى ابرز عائلات مدينة اربد.
كان وصفي صاحب فكر قومي متحرر، وكانت له قاعدة شعبية واسعة بين أبناء الشعب الأردني، حيث كان قريبا من الناس يخصص يوما في الأسبوع لاستقبالهم والاستماع الى مطالبهم وشكاويهم. والى يومنا هذا ما زال حاضرا في نفوس الناس ويذكرونه بكل خير.
اليوم، يُصادف الذكرى (51) لاستشهاد القائد الدبلوماسي الذي كان له دور بارز في صناعة تاريخ الأردن منذ تأسيس امارة شرق الأردن، وبالتزامن مع هذا اجتاح اسم ووسم #وصفي_التل مواقع التواصل الاجتماعي كافة، فغرّد الأردنيون ودوّنوا مستذكرين الشهيد التل.
أستاذ العلوم السياسية، الدكتور حسن البراري، كتب عبر صفحته على موقع “فيسبوك: “وصفي التل فهم أن رجل الدولة ليس موظفا، بل سياسيا يدافع عن الدولة لكن ضمن رؤية، فهو بهذا المعنى يذكرني بالمحافظ إدموند بيرك الايرلندي الذي أيد النظام الملكي وكان متحفظا ازاء الديمقراطية والثورة الفرنسية لكن عندما تقرأ نصوصه تشعر بأنك تقرأ نصا رائعا، فالدفاع عن النظام الملكي كان وفقا لرؤية وطنية وليس وفقا لرؤية ملكة بريطانيا في ذلك الوقت.. ومما زاد من حنين الأردنيين لوصفي التل هو اهمال الدولة الأردنية لتركة الرجل، فهو لا يذكر بمناهج مدارسنا، وكأن المطلوب شطبه من ذاكرة الأردنيين، وحتى في الجامعات لا تجد له ذكرا في متطلبات التربية الوطنية، وإن ذكر فإن ذلك يكون في سياق ذكر اسماء رؤوساء الحكومات ولم ترع الدولة تكريس حقيقة أن وصفي التل هو رمز لكل الأردنيين ورمز للوطنية الأردنية بنسختها الجميلة”.
اما الكاتب الصحفي أحمد حسن الزعبي فكتب :” صباح وصفي وأشبال وصفي والسائرين على درب وصفي “.
وكتب الفنان المخضرم، موسى حجازين: “إن الأردن ولد في النار… لم ولن يحترق. من أقوال وصفي التل. لروحك عظيم الرحمة والمغفرة والسلام”.
شهد الدعجة كتبت :” التراب يدفن كل شيء الا تاريخ الرجال”.
وغردت سمر المناصير عبر تويتر :” وستبقى يا وصفي التل الايقونة والرمز والبطل ولن ينالوا منك ومن تاريخك الطهور النقي نقاء ماء زمزم”.
ودعا محمد حتاملة لروح الشهيد :” رحم الله الشهيد وصفي التل . الرجال العظماء يمضون وتبقى بصماتهم جلية واضحة تستذكرها الأجيال بكل معاني الفخر والاعتزاز “.
أحلام السمان كتبت :” الابطال لا يسقطون الا بالخيانة “.
وبالرغم من وجود تهديد حقيقي على حياته ، أصر على حضور اجتماع جامعة الدول العربية في القاهرة والمشاركة فيه ، حيث اغتيل على يد أعضاء من منظمة أيلول الأسود ، ونقل جثمانه الذي شيعه الالاف في الأردن الى المقابر الملكية ، ثم نقل لاحقا الى بيته الذي بات متحفا يرتاده الالاف . رحمه الله وطيب ثراه