وطنا اليوم – تُثير تشكيلة مجلس الأعيان التي تقرّرت مساء الأحد في الأردن الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام وتنطوي بنفس الوقت على بعض المفاجآت النخبوية الفردية التي توحي بضخ دماء جديدة تماما بما لا يقل عن 40 % من الأعضاء في مجلس الملك في الركن الثاني دستوريا لسلطة التشريع الأردنية.
أبرز إشارتان في سياق نادي رؤساء الوزراء السابقين تمثلت في خروج كل من الدكتور عبد الله النسور والدكتور فايز الطراونة والدكتور هاني الملقي من تشكيلة الأعيان بمعنى توقّف الحماية الدستورية والسياسية تمهيدا لتحوّل لاحق.
ويبدو أن الوضع الصحي للدكتور الطراونة قد لا يكون حاسما في سياق إبعاده حيث تم تعيين ابن عشيرته مد الله الطراونة في مقعده باسم تلك العشيرة المهمة جنوبي البلاد كما بقي نظيره الدكتور معروف البخيت في مقعده بالأعيان بالرغم من تردّي وضعه الصحي أيضا.
كلاهما أي الطراونة والبخيت ظهرا في الإعلام مؤخرا في جملتين الأول أثار عاصفة جدل عندما اعتبر أن بلاده لا علاقة لها بمشروع الضم والثاني تحدّث عن مخاطر صفقة القرن على الأردن.
ويعني ذلك أن استبعاد الطراونة من تشكيلة الأعيان بعدما بقي لست سنوات رئيسا للديوان الملكي قد يكون له علاقة بـ تقصّد الإيحاء بعدم المسؤولية عن تصريحه الأخير المُثير للجدل.
ويبدو أن إخراج النسور له علاقة أيضا بما أُثير من جدل وتحقيقات في عطاءات ضخمة تمّت في حكومته.
بكل حال ضمّت تركيبة الأعيان من الرؤساء كل من البخيت وسمير الرفاعي حصريا إضافة لتجديد الثقة بفيصل الفايز رئيسا للمجلس العيني.
حافظ العديد من الأعيان السابقين على مقاعدهم وبقيت وجود مخضرمة مثل رجائي المعشر ووجيه العزايزة.
لكن لوحظ استبعاد شخصية كبيرة من وزن مروان الحمود أحد الأقطاب المهمة في مدينة السلط والذي فقد مقعده بعد اشغال لــ 27 عاما تقريبا كما ذكرت صحيفة “عمون” المحليّة الإلكترونيّة والسبب على الأرجح أن الشيخ مروان الحمود “يعرف وطنيا بكنية أبو العبد” وهو أبرز شخصية في محافظة البلقاء في طريقه لإخلاء موقعه لصالح نجله المرشح للانتخابات المقبلة وإن كان بديله من نفس عائلته في الأعيان مدير الأمن الأسبق الجنرال وضاح الحمود.
برزت أسماء جديدة لأول مرة قد يكون أكثرها أهمية كل من الدكتور مصطفى حمارنة والوزير السابق إبراهيم الجازي والمدير العام الأسبق للأحوال المدنية والجوازات الجنرال مروان قطيشات.
الحمارنة لا يزال منشغلا بتقارير حالة البلاد التي يشرف عليها وأغلب التقدير أنه سينقل معه لأول مرة ملفات الاشتباك الإيجابي وأسّس عمل المبادرة التي شغلت الجميع عندما كان عضوا في مجلس النواب قبل إخراجه من المجلس بعبث انتخابي مُورس ضدّه في الانتخابات التي تلتها.
الدكتور الجازي كان وزيرا للعدل في حكومة الدكتور عون الخصاونة ويعتبر من كبار القانونيين في المجال الدولي وسبق أن استهدف في عدة مواقع أكاديمية كان يشغلها ويبقى الجنرال القطيشات صاحب الخبرة العتيقة في الامن والقيود المدنية والانتخابات نكهة خاصة تحظى بتوافق وطني واحترام وتقدير شديدين.
ويبقى في الدلالات أن تشكيلة الأعيان لم تتضمّن اسم أي وزير من حكومة الرزاز وتلك إشارة قد تعني بأن بعض الوزراء المهمين في الحكومة التي ستستقيل لاحقا قد يرثهم رئيس الوزراء المقبل الذي لا يزال اسمه ورسمه مجهولان.