غرفة عمليات في رئاسة الوزراء لمتابعة مستجدات الملف اللبناني

15 أكتوبر 2021
غرفة عمليات في رئاسة الوزراء لمتابعة مستجدات الملف اللبناني

وطنا اليوم:يبدو ان العاصمة عمان تتعامل مع معطيات معلوماتية امنية وسياسية في غاية الخطورة لها علاقة بالتطورات الحادة والمباغتة ظهر الخميس في المشهد الداخلي اللبناني.
واهتمت كل المؤسسات السياسية والامنية و الدبلوماسية الاردنية بمتابعة كل صغيرة او كبيرة لما يجري الان في المشهد اللبناني لا بل اجريت اتصالات مع قادة واركان من زعماء القوى السياسية اللبنانية على امل المساعدة في بذل جهود تمنع تازيم الاوضاع الداخلية في ظل ازمة متراكمة ومتكلسة و متكدسة ولها حيثيات معيشية واقتصادية وسياسية وامنية واقليمية في الداخل اللبناني.
الاردن يعتبر اي مساس بالاستقرار العام في لبنان عبارة عن تضييع لفرصته الاقتصادية في مساعدة الشعب اللبناني وتلبية احتياجه وبالتالي عودة الاوضاع الامنية والاجتماعية لحالة غير مستقرة في بيروت قد تعني ارجاء المشروع الذي يراهن عليه الاردن منذ عدة اسابيع و بضوء اخضر امريكي وغربي وبعنوان تصدير جزء من فائض الكهرباء الاردنية المنتج في عمان الى لبنان عبر الاراضي السورية خلافا لتوريد الغاز المصري عبر الاردن وسوريا.
ومشروع الكهرباء الاردنية دفع الاردن لرفع مستوى التنسيق والتواصل لا بل التفاهم والتوافق مع الحكومة السورية خلال الاسابيع القليلة الماضية حتى وصل الامر لتبادل اتصال هاتفي بصورة علنية والتشاور العلني بين الملك عبد الله الثاني والرئيس بشار الاسد.
عيون الاردن تتابع كل الهمسات و اللمزات والغمزات في السياق اللبناني هذه الايام .
لكن الاهم من المتابعة والرقابة و البيان الذي صدر داعيا اللبنانيين الى الهدوء والى تفاهمات سياسية تتطلع الى مستقبل الشعب اللبناني عن وزارة الخارجية الاردنية أن الاتصالات قد لا تعكس حجم المخاوف التي توسعت في نطاق واروقة المؤسسات الاردنية اعتبارا من بعد ظهر امس الخميس فقد عقدت اجتماعات طارئة وانشات غرفة عمليات في رئاسة الوزراء الاردنية لمتابعة مستجدات الملف اللبناني.
ووضع سيناريوهات لاحتمالية العودة للتصعيد والتأزيم العسكري وجرت اتصالات مع السوريين واللبنانيين وحتى مع اطراف في المملكة العربية السعودية وفي اوروبا تعكس بان عمان مهتمة جدا وتتاثر اقتصاديا وامنيا واقليميا بما سيحصل لاحقا او في الخطوة اللاحقة في السياق اللبناني حيث ان الحراك الاقليمي السياسي والدبلوماسي الاردني مؤسس منذ عدة اسابيع و بتفويض من الرئيس الامريكي جو بايدن على فكرة ثبات واستقرار احوال التهدئة الامنية في الساحات المجاورة.
ونقل دبلوماسيون عن مسؤولين بارزين في الحكومة الاردنية الخميس قولهم بان المعلومات الواردة من بيروت لا توحي بالخير بل تؤسس لمقاربة مقلقة للغاية وسيناريوهات يمكن ان تنفلت فيها الامور ، الامر الذي يجعل الوصول الى تفاهمات لها علاقة بالحصار الاقتصادي على سوريا صعبة للغاية كما يمكن ان يؤثر على العمق الفلسطيني.
ويبدو ان الخارجية الاردنية إستعدت جيدا لإجلاء ما يمكن من الاردنيين في حال تدهور الاوضاع في اللحظات الاخيرة مما يعكس تطور نوعيا في التقييمات والتقديرات المعلوماتية التي وصلت للاردن.
اضافة الى انه يعكس وهذا الاهم حجم الهواجس والمخاوف مما يدل على ان لبنان قد يكون مقبلا في القراءة الاردنية العميقة على الاقل وبعد سلسلة طويلة من المشاورات والاتصالات على فتح صفحات صعبة جدا قريبا في حال عدم تدخل كل الاطراف والاستدراك.