- الأردن فهم موقفه بشكل خاطئ ولم يعترف بالاحتلال ولن يتآمر مع العراق لاحتلال الكويت
- والأردن كان لديه قناعة بقدرته على ايجاد الحل العربي
- بعد الجولة الرابعة من المفاوضات خرجت فكرة الوفد المشترك لمؤتمر مدريد وكانت فكرته أردنية – فلسطيني
- وكان هناك انقسام في الجانب الفلسطيني بين الوفد في واشنطن الذي مرجعيته تونس وأوسلو السرية التي لا يعرف أحد عنها
- الوفد اللبناني لم يكن يعرف ما يحصل في المفاوضات بين الجانب السوري والاسرائيلي
- الأردن اكتشف وجود احتلال أراض في عام 1980 من قبل اسرائيل وهناك مشاكل للمياه
وطنا اليوم – قال رئيس الوزراء الأسبق ورئيس الديوان الملكي الهاشمي السابق فايز الطراونة إن الأردن فهم موقفه بشكل خاطئ ولم يعترف بالاحتلال ولن يتآمر مع العراق لاحتلال الكويت وبقي يعترف بالنظام الأميري هناك، ولكنه كان يؤمن بالحل العربي، ولديه قناعة بأن الحل العربي المخرج الأسلم للعراق والكويت والمنطقة العربية بشكل كامل.
وأضاف في حديث لبرنامج الذاكرة السياسية الذي يبث على قناة العربية أن بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية كانت الدولة العراقية في حالة افلاس وظهرت الفكرة العراقية بالرد على مجلس التعاون الخليجي بتشكيل مجلس بين الأردن ومصر والعراق واليمن لتشكيل مجلس التحالف العربي، وكان في بال الرئيس العراقي الدخول للكويت واستمالة الأردن ومصر واليمن لصفه وهو ما لم يتم، والأردن كان لديه قناعة بقدرته على ايجاد الحل العربي.
وبين أنه كان هناك تمديد للرئيس العراقي صدام حسين والهاب المشاعر عن طريق الكيماوي المزدوج وترهيب اسرائيل وهو ما جعل هناك تأييد شعبي لصدام حسين.
وشدد على أن اسرائيل كانت تريد المفاوضات المباشرة، والعرب كانوا يريدون مؤتمر دولي، وبعد الجولة الرابعة خرجت فكرة الوفد المشترك لمؤتمر مدريد وكانت فكرته أردنية – فلسطينية ووافقت عليها الولايات المتحدة، ووافقت سوريا ولبنان على مؤتمر مدريد ومصر كانت مؤيدة، وبعد حدوث مدريد تغير الأمر إلى أن المرجعية 242 و338 ورسالة الدعوة الأمريكية الروسية، وفي لبنان 425 و426، وفي فلسطين قسم الأمر إلى فترة 5 سنوات سنتين للتحضير وبناء الثقة ومباحثات الوضع النهائي.
ولفت إلى أنه كان هناك تنسيق متواصل بين الوفدين الأردني والفلسطيني ولقاءات متواصلة في الأردن، وعندما عاد الوفد الفلسطيني من مدريد كان هو نائباً لرئيس الوفد، وأصر العرب أن تكون واشنطن مقر المفاوضات والوفد الاسرائيلي طلب أن يكون الاجتماع في اثينا، وكان الهدف من الطلب في واشنطن هو تغيير الصورة النمطية عن الفلطسينيين وتغيير المفهوم العام داخل واشنطن، وفي المباحثات الأولى كان هناك جناح للوفد السوري الاسرائيلي واللبناني الاسرائيلي والأردني الفلسطيني بوفد واحد اسرائيل، ورفض عبدالسلام المجالي الدخول للقاعة وجلس على كنبة، وسميت دبلوماسية الكنبة.
وأشار إلى أن السبب الرئيسي لرفض عبدالسلام المجالي الدخول للقاعة يعود لرغبة الأردن باستقلال القرار الفلسطيني.
الطراونة أوضح أنه عندما قبلت اسرائيل بوفد فلسطيني مستقل وجد الوفد الأردني أهمية وجوده لوجود قضايا كثيرة متشعبة كموضوع اللاجئين والحدود والمياه، وكان الحفاظ على هذا النوع من التنسيق بينهم، واختاره المجالي ليكون المندوب الأردني الدائم في الوفد الفلسطيني وكان التعامل الاسرائيلي خاصة بفترة شامير وقبل رابين كان استعلائيا وأحد أعضاء الوفد كان قائداً عسكريا للضفة الغربية وفي المقابل كان هناك احترام كبير للوفد الأردني، وقام المجالي بعد ابلاغه بطريقة التعامل مع الوفد الفلسطيني أنبهم وقال لهم إنتم قادمون للسلام وعندما جاء رابين تغير الأسلوب وكان رابين يسمي الوفد الفلسطيني بالشركاء.
وقال إن الجانب الاسرائيلي قدم مسودة اتفاقية سلام منذ الجلسة الأولى وقدم المسودة للمجالي الذي قام بردها له مباشرة، قائلاً نبدأ بالتفاوض على أجندة وجدول أعمال يحدد في كل بند مرجعيته وعند الاتفاق على المبادئ الرئيسية كالحدود وبعد عام من المفاوضات تم اعتماد الحدود البريطانية، وكذلك موضوع اللاجئين والمياه، ونريد وضع جدول أعمال ثم مسودة.
وأضاف أن ياسر عرفات كان يرفض كل ما يتوصل له حيدر عبدالشافي وكان هناك انقسام في الجانب الفلسطيني بين الوفد في واشنطن الذي مرجعيته تونس وأوسلو السرية التي لا يعرف أحد عنها.
وشدد على أن الجانب السوري كان متحفظ بالتنسيق مع الوفدين الأردني والفلسطيني والوفد اللبناني كان تابعا للقرار السوري، وبعد انتهاء الأجندة في نهاية عام 1992 وبعد سنة ونصف من المفاوضات والمرجعيات، وقام الأردن بإعطاء نسخ لكل وفد قائلاً إن هذه بداية المفاوضات وليست نهايتها وقد يعتبر الوضع تقدما وقام جلالة الملك حسين بتأخير الوضع وقامت صحفية بنشر المسودة في صحيفة الرأي، ومن ثم اكتشف الأردن وجود تقدم كبير في المفاوضات الاسرائيلية والسورية.
ولفت إلى أن الوفد اللبناني لم يكن يعرف ما يحصل في المفاوضات بين الجانب السوري والاسرائيلي، وكان فاروق الشرع وزير الخارجية السوري وعمر موسى حاضر وقام بسؤاله عن رأيه بالحل الشامل وأجابه عندما ينتهي كل شخص من مفاوضاته وعندما أنهينا الحل الشامل الخاص بنا لامونا السوريين.
وأشار إلى أنه تم المزج بين المفاوضات الثنائية والمؤتمر الدولي في المفاوضات المتعددة، كان هناك ادراك من الأردن بحضور العديد من الدول وبلغ عددها 52 دولة وحضرتها دول عربية ودول من العالم وهو ما سبب انزعاج للوفد السوري واتهام الوفد الأردني بتخريب التفاوضات ورد الطراونة عليه بأن الجانب السوري يغلق الباب ويتفاوض مع الجانب الاسرائيلي لوحده ولكن الأردن يتفاوض أمام كافة دول العالم، واصفاً الوفد السعودي بالداعم الكبير في المفاوضات المتعددة.
وشدد الطراونة على أن الأردن اكتشف وجود احتلال أراض في عام 1980 من قبل اسرائيل وهناك مشاكل للمياه وبعد 3 سنوات ونصف وبعد اتفاقية أوسلو تم التوقيع على اتفاقية وادي عربة.