د. عادل يعقوب الشمايلة
الرَّدحُ والرَّدحُ المقابِل — الشَّتائمُ والذَّمُّ والقَدْحُ التي يتم تبادُلُها بين ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تَطال شعوبًا وحكوماتٍ عربيةً، زادَت عن حدِّ «فَشّة الغِلّ» والعتبِ المشروع.
السُّؤال: كيف يجتمع هذا السلوك وتتوافق هذه الممارساتُ مع شعاراتِ الوحدة العربية، سواء وحدةَ الشعوبِ أمّ وحدةَ الدول؟
هل يتسقُّ هذا الرَّدحُ مع مقولاتِ التاريخِ المشتركِ والمصالحِ المشتركةِ والمصيرِ المشتركِ والدينِ المشترك؟
هل بهذه السلوكياتِ السَّلبية نواجه خطرَ العدوِّ الإسرائيليِّ ومطامعَ الطامعين؟
هل تساعدُ هذه الممارساتُ على التخلُّصِ من التخلفِ والفقرِ والبطالةِ والضعفِ وهوانِ العرب أمامَ الناس؟
هل تشكِّل بيئةُ التربُّصِ والرَّدحِ بيئةً ثقافيةً حاضنةً وراعيةً وداعمةً تمكنُنا من الحصول على جوائز نوبل في العلومِ، وليس في الإجرامِ والإرهابِ والفتنِ والتآمرِ والهدمِ والعدميةِ والتضليلِ (والتغييِبِ عن الواقع) في وديانِ الماضي وخرائبه؟
هل يمكنُ ترجمةُ النموذجِ التاريخيِّ السابقِ في الرَّدحِ والذمِّ والقَدْحِ — المتمثلِ بقصائدِ جريرَ والفرزدق — وعرضُهُ عالميًا ليتنافسَ مع مخرجاتِ الأدبِ العالميِّ للفوزِ بجائزةِ نوبلِ في الأدب؟
التعصُّبُ والعباطةُ والقابليةُ للتشرذمِ، بل عشقُ التشرذمِ، مصابٌ بها ملايينُ العرب الذين يرفضون الحقائقِ بقسوةٍ.
ابياتُ الشعرِ التالية مجردُ عيّنةٍ من نبعي الفرزدقِ وجريرٍ المعكرين بكافةِ أنواعِ الملوثات الثقافية وبيئة الصحراء الانعزالية.
هجاءُ الفرزدقِ لجريرَ
لَقَدْ خَزِيَتْ بَنُو كَلبٍ وَنُمَيْرٌ
وَقَابِلُهُمْ وَقَدْ خَزِيَ الجَرِيرُ
إِذَا ذُكِرَ الكِرامُ بِقَصْرِ عَيْنٍ
فَإِنَّكَ لا تُرَى إِلَّا البَعِيرَا
لَقَدْ وَلَدَتْ أُمُّ الفَتى حِمارًا
فَتَبًّا لِوَالِدَةِ الفَتى وَأَبِيهِ
هجاءُ جريرٍ للفرزدقِ
إِذَا غَضِبَتْ نُمَيْرٌ سَكَتَتِ النِّساءُ
وَغَضَّ الطَّرْفَ مَنْ فِي الدَّارِ مِنْ رَجُلِ
لَقَدْ وَلَدَ الحِصانُ غَيْرَ فَحْلٍ
فَبُعْدًا لِلفُحُولَةِ مِنْ نُمَيْرِ
زَنَتْ نُمَيْرٌ زِنَاءً فَاحِشةٍ
فَبَنُوهَا أَوْلادُ زَانِيَاتٍ






