محمد داووديه
من تحت قبة مجلس الشعب الأردني، أصغيت إلى خطاب ملكنا، فأوشكت ان ألمس نبضه، وان أعاين شموخه وأنفته، وأن أحلّق فرحًا بسبب ما حمله خطاب العرش السامي من ثقة بالله وبالشعب وبالنفس، واعتزاز، وكبرياء ملكي هاشمي، يستند إلى رضى الشعب، وولهه بقائده.
فأي بيان أفصح وأوضح وأبلج من قول ملكنا الحبيب: “يقلق الملك، لكنه لا يخاف إلا ﷲ، ولا يهاب شيئًا وفي ظهره “أردني”. فهذا، والحمد لله، هو أثمن ما يشتد به القائد” ؟!
معادلة القوة، وشبكة الأمان، وبواعث الثقة، هي الحاسمة عندما يتحزم الملك بشعبه المتحد، الحر، اليقظ، الذي يبادله المحبة والثقة والعزم على تجاوز الصعاب، والاستمرار في الوفاء الأمين بالمتطلبات الوطنية، والتحديثات التي تضعنا على دروب التقدم والانجازات والعدالة والكفاية، والاستحقاقات القومية، وعلى رأسها الاستمرار في دعم أهلنا منكوبي قطاع غزة، الذين يقطع الملك لهم عهدًا ووعدًا، اننا “سنبقى إلى جانبكم بكل إمكانياتنا، وقفة الأخ مع أخيه، وسنستمر في إرسال المساعدات الإغاثية وتقديم الخدمات الطبية الميدانية، واننا لن نقبل باستمرار الانتهاكات في الضفة الغربية، فموقف الأردنيين راسخ لا يلين، تماما كوطنهم”.
في خطاب العرش أمس، تجلى ساطعًا، وفي أكثر الخطاب ثكثيفًا، ما يكنه الملك من تقدير وتبجيل وعشق وإعجاب بشعبه الأردني إذ يقول بالفم المليان:
“الأردني حامي الحمى الذي فتح بابه فانتصر للضعيف، ولبَّى نداء المستغيث.
الأردني الذي تعلّم فعلّم، الذي زرع فأطعم، الذي تميز فرفع رؤوسنا بين الشعوب”.
أما جيشنا فقد اكتال له الملك بالصاع الوافي الذي يستحقه:
“على مدى العقود شهدت منطقتنا والعالم حروبًا وصراعات وأزمات اقتصادية.
تغيرت الأزمات وبقي الأردن قويًا، مستندًا إلى إرث من بنوا هذا الوطن على قيم العزة والكرامة، يحميه جيش عربي مصطفوي، سليل أبطال كانوا وما زالوا حماة للأرض وسياجًا للوطن”.
ولي عهدنا الموثوق المحبوب الذي يصعد كالنجم ويتقدم كالرمح في المضامير العديدة التي يقتحمها، على خطى الهواشم الأولين، وخاصة الملك الحسين طيب الله ثراه، حظي بذكر طيب كريم في خطاب سيد البلاد، والربط بين “الحسينين” الأب والإبن هو ربط عبقري استراتيجي بين الاستقرار والاستمرار !!
“ومهما تعاظمت الأحداث واشتدت، أقولها قولًا واحدًا: هنا، رجال مصنع الحسين، درعًا مهيبًا. فهذه الأرض المباركة ولادة الأحرار، والشباب الأردني، وأولهم الحسين، ابني وابنكم، جند لهذا الوطن”.
هذا خطاب، صبّ فيه الملك ذوب حبه وأردنيته، فجاء حمّالَ وجه أوحد، هو الكشف عن المزيد من القوة والثقة والقدرة على الصعود والتجاوز، الذي في وسع هذا الحمى العربي العظيم.






