للذين لايفهموا هذا الكلمه.
يعني افشخه أو طسه.
بالعربي الفصيح يعني اضربه ونزل دمه.
المهندس نهاد المصري
هزني مشهد المشاجره في الجامعه الأردنيه بين الطلبه، وكأننا نشاهد فلم أكشن رديء الإخراج. صراخ، ركض، كراسي تتطاير، وشباب يعتقدون أن الرجوله تقاس بعدد اللكمات لا بعدد الكتب التي قرأوها.
يبدو أن بعض الطلبه يظنون أن الجامعه ساحة مصارعه لا صرح علمي. يدخل أحدهم وهو يحمل في جيبه “عصبيته القبليه” بدلا من قلمه، وفي قلبه نزعة استعراض أمام الفتيات. يريد أن يثبت أنه فارس الأحلام، ولكن ما يقدمه لا علاقة له بالفروسيه، بل بالتهور والفراغ.
أيتها الفتاه، لا تنخدعي بصوت العضلات، فالمثقف لا يرفع يده، بل يرفع فكرته. والخلوق لا يتباهى بعنفه، بل بأدبه.
المؤلم أن هذه المشاهد تتكرر كل عام، وكأننا لم نتعلم بعد معنى أن تكون الجامعه مكان للعلم لا للعناد.
اقترح، وبكل جديه، أن يلزم كل شاب قبل دخوله الجامعه بثلاثة أشهر من الخدمه العسكريه، ليتعلم معنى الانضباط والسيطره على نفسه، وليعرف أن الرجوله ليست في الصراخ بل في الهدوء، وليفهم أن القوه الحقيقه ليست في كسر أنف زميله بل في كسر جهله.
هذا النظام كان معمولا به في الاتحاد السوفيتي السابق، حيث يدخل الطالب الجامعه، وبعد سنه يذهب للخدمه العسكريه، فيعود شخصا آخر تماما، أكثر وعيا وأكثر احتراما.
يعود رجل يعرف أن الوطن لا يخدم بالصوت العالي بل بالعقل الهادئ.
فيا من دخلت الجامعه لتثبت أنك “أفنعه” على غيرك، تذكر أن من يضرب اليوم زميلا، غدا سيضرب مستقبله بيده.