أ.د. مصطفى عيروط
يشكل فوز العالم الاردني الاستاذ الدكتور عمر ياغي أحد أبرز علماء الكيمياء في العالم رساله عميقه إلى مؤسسات التعليم والجامعات والإدارات في العالم حيث قال
“الاذكياء والموهوبون والأشخاص المهره موجودون في كل مكان ولنطلق الفرص لإمكاناتهم
العلم اقوى قوة”
ومعنى ذلك بان الابداع الحقيقي لا تصنعه المناصب ولا الواسطه ولا المحسوبيه ولا ارضاءات متنفذين ولا مناطقيه بل تصنعه بيئة جامعيه واداريه في أي بلد في العالم تحتضن الموهبه وتمنح الفرص للكفاءات المنجزه لا محاربتها وتحييدها ومحاولات البعض تشويهها كذبا وافتراء ودفعها للهجره أو الانطواء والخذلان والتذمر
أن ما حققه المبدع الاردني العصامي الذي نبت في النزهه والقويسمه في عمان كما كل الاردن التي تحتضن الجميع فالاستاذ الدكتور عمر ياغي باختراعه “الأطر المعدنيه العضويه (Mofs)التي احدثت ثورة في مجالات الطاقه والبيئة والمياه هو إنجاز عالمي يثبت أن في “وطننا المملكة الاردنيه الهاشميه التي تعتبر قصة إنجاز ونجاح ” عقولا قادرة على الابداع والانجاز
وهذا النجاح الإبداعي للمبدع الدكتور عمر ياغي الاردني العصامي في رأيي مقترحا أن لا يمر مرور الكرام بل ينبغي أن يقرأ جيدا فالابداع دائما وفي اي مكان عالميا لا ينمو في ظل الواسطه والمحسوبية اينما وجدت عالميا بل في مناخ من العداله والشفافية والجامعات عالميا لا تتطور بالشعارات والاحتفالات الاعلاميه لتصنيفات والتي يجب أن تكون نتيجه وليس هدفا ونسب عاليه للخريجين وليس مواكب خريجين نحو البطاله وإعلانات ومباركات لما يعلنون أنهم من باحثين على مستوى العالم دون أن نرى نتائج لابحاث بعضهم على الواقع أو جامعات تتحول إلى جسر من متنفذين اومالكين إذا كانت خاصه لمصالح شخصيه وتحقيق أرباح شخصيه بل بالتخطيط والتقييم والتطوير المستمر والمتابعة والكفاءات عالميا لا تهمش ولا تقصى بل تحتضن وتحفز لتبدع وتخدم وطنها بامانه وإخلاص ولا يحدد العطاء بعمر السبعين بل يبقى فجامعات تخسر كفاءات هائله وبصحة جيده على أساس عمر السبعين فهذا القانون اينما وجد برأيي يجب أن يعدل فورا فالاطباء يبقون فوق السبعين إلى ما نهايه والباقي من كفاءات وتخصصات أخرى تحرم منها جامعات تسعى للعالميه
فالجامعات عالميا التي تجعل من نفسها منابر للتميز والعطاء لا للمناطقيه أو لخدمة متنفذين هي التي تبقى وتسهم في بناء اي دوله حديثه وتزيد من تطورها ونجاحها لأن الجامعات التي تدار بمجاملات وارضاءات وواسطات ومحسوبيات عن تقدم في تصنيفات قد يكون مؤقتا فإنها سرعان ما تتراجع وتفقد مكانتها فتحدث رجه عندها وقد تقع في فخ لا تعرف التصرف للنجاه فيتفاقم جلدها حتى يضطرها إلى الابتعاد عن المشهد
واي إدارة جامعيه في العالم ناجحه تأخذ عبرا ودروسا من جامعات عالميه كبرى تدار بإدارات ناجحه جعلت من الابداع والبحث العلمي والتطوير ركيزة وجودها فجامعة ستانفورد في امريكا كانت مهد وادي السيليكون لأنها ربطت العلم بالاقتصاد والإنتاج ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (Mit)أصبح مناره عالميه لانه دعم الأبحاث التطبيقيه والاختراعات وجامعة كامبريدج خرجت أكثر من ١٢٠حائرا على جائزة نوبل بفضل بيئتها البحثيه المحفزة وجامعة سنغافورة الوطنيه (Nus) ارتقت بربط التعليم بخطط التنميه الوطنيه
فهذه النماذج تؤكد ان التميز الجامعي العالمي ليس حلما بل قرار إداري وإراده وطنيه فتحتاج إلى تغييرات اداريه جذرية قائمه على الكفاءه والجداره والانجاز
أن فوز الاردني الدكتور عمر ياغي في رأيي فرصه ليكون حافزا لمراجعة سياسات التعليم العالي في أي بلد يسعى للتحديث وإعادة النظر في أداء بعض إدارات جامعات وطنيه من عامه وخاصه في اي دوله تعمل نحو التحديث ومراجعة تعيينات اداريه جذرية بدءا من الأقسام قائمه على المحسوبيات والواسطات والإرضاءات والمناطقية
والعقول المبدعه اينما وجدت قادرة أن ترفع اسم وطنها في كل المحافل عندما توجد قيادات اكاديميه مؤمنه بالابداع وبأن اي جامعه ليست مباني بل فكر ورساله ومسؤولية وطنيه وان دعم المبدعين وتشجيع الكفاءات الوطنيه هو الطريق الحقيقي نحو جامعات عالميه ووطن يفتخر بابنائه من كافة أصولهم ومنابتهم في كل ميادين العلم
فوز الدكتور الاردني المبدع عمر ياغي في جائزة نوبل وقبله الدكتور أحمد زويل من مصر في جائزة نوبل يفتح الطريق في رأيي نحو نهج جديد في دعم ومتابعة المنجزين والمبدعين ومساءلة كل من يحاول احباطهم وتحييدهم ومحاربتهم وترسيخ مبدأ ثابت “الرجل المناسب في المكان المناسب ” في اي قطاع عام وخاص او في جامعات عامه و خاصه في أي مكان عالميا فالثورة الاداريه البيضاء ضروربه بسرعه ودقه وأولها في التعليم والجامعات لتكون نموذجا وقدوة كما في جامعات عالميه تقدمت واعتمدت على ذاتها ونموذجا في الاعتماد على الكفاءه اولا.
للحديث بقيه