بقلم: د. سعيد محمد ابو رحمه
تناولت شبكات التواصل الاجتماعي في غزة تصريحات مدير المستشفى الميداني الأردني في غزة:
باقون ولن نغادر مدينة غزة رغم التحديات وسنواصل تقديم خدماتنا الطبية والقرار جاء بتوجيهات واضحة من القيادة الأردنية العليا.
تصريح مدير المستشفى الميداني الأردني في غزة يحمل أبعادًا مهمة، يمكن قراءته على النحو التالي:
أولًا: رسالة ثبات إنساني
تأكيد بقاء طواقم المستشفى رغم التحديات والأوضاع الأمنية الصعبة في غزة يعكس التزامًا إنسانيًا وأخلاقيًا من الأردن تجاه سكان القطاع، ويُعدّ نموذجًا نادرًا في بيئة تشهد انسحاب العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية.
ثانيًا:
الإشارة إلى أن القرار جاء بتوجيهات واضحة من القيادة الأردنية العليا يحمل رسالة سياسية واضحة بأن الأردن يقف مع الشعب الفلسطيني في أصعب الأوقات، ويرفض التخلي عنه تحت الضغط أو التهديد.
ثالثًا:
الوجود الطبي الأردني المتواصل في غزة ليس فقط مساعدة إنسانية، بل تأكيد على عمق العلاقة بين الأردن وفلسطين، ودور عمان كطرف داعم للحقوق الفلسطينية في كل الظروف، بما فيها الكوارث والحروب.
رابعًا:
في ظل تصاعد الاستهداف الإسرائيلي للمؤسسات والمستشفيات في القطاع، يُفهم من هذا التصريح أيضًا رسالة غير مباشرة بأن استهداف المستشفى الأردني سيكون تجاوزًا غير مقبول.
إن بقاء المستشفى الأردني في غزة رغم التصعيد يؤكد أن الأردن لا ينظر لغزة فقط كبقعة جغرافية منكوبة، بل كجزء من مسؤولية قومية وإنسانية، وأن دوره يتجاوز المساعدات إلى تثبيت الموقف الأخلاقي والسياسي الداعم للحق الفلسطيني.