الركون إلى أوهام التغيير بمجرد موت أو حياة شخصٍ ما ضربٌ من السذاجة

55 ثانية ago
الركون إلى أوهام التغيير بمجرد موت أو حياة شخصٍ ما ضربٌ من السذاجة

بقلم: المحامي حسين أحمد الضمور

تنتشر بين الحين والآخر إشاعات هنا وهناك، آخرها ما يُشاع عن وفاة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو أنه يصارع بين الموت والحياة. والحقيقة أن مثل هذه الأخبار لا تعنيني كثيرًا، فالموت والحياة أمرهما عند الله سبحانه وتعالى، يقبض من يشاء ويُبقي من يشاء، ويجعل الأسباب بيد من سخّرهم في الأرض من أطباء أو غيرهم.

لكن ما يهمني ليس الخبر بحد ذاته، بل ما وراءه. فإن مات الرجل انتهى إلى ما انتهى إليه كلّ إنسان، بين يدي مولاه العادل الذي لا يُظلم عنده أحد، وإن بقي على قيد الحياة فحياته لا تزيد ولا تنقص من سنن الله في الكون شيئًا.

المثير للعجب – وربما للسخرية – أن ترى بعض المنبطحين يفرحون أو يتفاءلون بموت شخص ما، وكأن زواله يعني زوال المخططات الكبرى. غاب عنهم أن الأفراد ليسوا إلا أدوات تُستبدل بأدوات أخرى، وأن ما يُرسم منذ مئات السنين يُنفّذ مرحلةً تلو أخرى، بصرف النظر عن الأسماء والوجوه التي تتغيّر.

إنّ الركون إلى أوهام التغيير بمجرد موت أو حياة شخصٍ ما ضربٌ من السذاجة. فالتغيير الحقيقي لا يكون بزوال الأدوات، وإنما بمواجهة المخططات ذاتها، وبوعي الشعوب ويقظتها، وبقدرتها على قراءة ما وراء الأحداث لا ما على سطحها.

الخلاصة أن الموت والحياة سنّة ربانية، والمخططات سنّة بشرية، وبين هاتين السنتين يتجلّى الفارق بين من يفكر بعاطفته، وبين من يقرأ ما بين السطور بعقله وبصيرته.