د. مصطفى عيروط
قال سمو الأمير الحسن بن طلال، حفظه الله في معان وتم الاستماع اليها ، مقولة عميقة تختصر فلسفة التنمية الوطنية:
“الإنسان المعطاء هو أغلى ما نملك.”
هذه العبارة تلخص الرؤية الهاشمية الممتدة منذ عهد جلالة الملك الحسين بن طلال، رحمه الله، الذي جعل شعار الدولة الأردنية: “الإنسان أغلى ما نملك.” فالإنسان ليس قيمة بوجوده فقط، وإنما بعطائه الذي ينعكس في خدمة مجتمعه ووطنه.
رأيي لقد أراد سمو الأمير الحسن أن يؤكد أن رأس المال الحقيقي للأوطان لا يكمن في الثروات المادية وحدها، بل في الإنسان المنتج المعطاء الذي يوظف علمه، وخبرته، وطاقته في البناء. فالعطاء هنا ليس مقصورًا على المال، بل يشمل العطاء بالعلم، بالوقت، بالأخلاق، وبالمسؤولية الاجتماعية.
وجلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني المعظم يوجه باستمرار إلى أن بناء الإنسان الأردني الكفؤ والمتعلم هو جوهر التنمية، وأن التعليم والصحة والشباب هم الركائز الأساسية لأي نهضة. فقد أكد جلالته في أكثر من مناسبة أن الاستثمار في الإنسان هو استثمار في المستقبل، وأن الأردن بقدرات أبنائه قادر على مواجهة التحديات وتجاوز الأزمات.
وفي رأيي نرى هذه الرؤية متجسدة في نماذج أردنية مضيئة:
-المعلم الأردني الذي يبذل جهده في القرى والبوادي والمدن لتخريج أجيال منفتحة ومؤمنة بالوطن.وعضو هيئة التدريس في أي جامعه يقوم بنفس الدور
-الطبيب والممرض الأردني الذين وقفوا في الصفوف الأولى خلال جائحة كورونا، وفي المستشفيات والمراكز الصحيه والمستشفيات الميدانيه في وطننا وفي فلسطين في غزة والضفة الغربيه مقدمين مثالًا رائعًا للعطاء بلا حدود.
-الجيش العربي والأجهزة الأمنية الذين يضحون بأرواحهم ووقتهم من أجل حماية الوطن وأمنه واستقراره.
-الشباب الأردني المبدع الذي يطلق المبادرات في التكنولوجيا وريادة الأعمال والعمل التطوعي، فيجسد معنى المواطنة الفاعلة.
-ما تقوم به الهيئة الخيريه الهاشميه من تسيير الدعم لأهلنا في فلسطين بدعم من الجميع وتنسيق مع الجيش وتوجيه ومتابعة وإشراف قيادتنا الهاشميه التاريخيه
-المبادارات الملكيه الساميه في كل أنحاء الاردن
-مشاريع مؤسسة نهر الأردن في كل أنحاء الاردن
ـمشاريع إنتاجه ومبادرات إنتاجيه بتوجيه ومتابعه وافتتاح من جلالة الملك وجلالة الملكه وسمو ولي العهد
برأيي إن مقولة سمو الأمير الحسن، وما يوجه إليه جلالة الملك عبد الله الثاني دائما ، تضعنا أمام مسؤولية جماعية: أن نكون جميعًا شركاء في العطاء، وأن ندرك أن قيمة الإنسان تكمن في ما يقدمه لوطنه ومجتمعه. فالمواطنة الحقيقية ليست شعارات، بل التزام وعمل وإبداع.وانجاز بكفاءه
والذي قد يفكر بعقلية مصلحيه ومناطقيه وبالواسطه والمحسوبية السلبيه وليس بعقلية دعم الكفاءه والانجاز هو لا يعمل بعقلية الإنسان المعطاء الذي يتبنى كل عمل خير وكفاءه منجزه بغض النظر عن الأصل والمنبت والمنطقة
من هنا برأيي ، فإن المستقبل الذي ننشده جميعًا لوطننا العزيز الراسخ القوي يزداد قوة بالإنسان المعطاء، المخلص في عمله، الأمين على وطنه، المبدع في مجاله. فهو بالفعل “أغلى ما نملك”، وهو الثروة التي لا تنضب، والركيزة التي تبنى عليها النهضة الأردنية الحديثة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني.