بقلم استاذة العلوم السياسية
دلال اللواما
وطنا اليوم – نحن الشعب الاردني نرفض بأشد العبارات، وندين بكل قوة، التصريحات الاستفزازية التي أطلقها رئيس وزراء حكومة الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، والتي أعاد فيها ترديد أوهامه المزعومة حول ما يسمى “إسرائيل الكبرى” التي تضم فلسطين وأجزاء من الأردن ومصر. هذه المزاعم ليست إلا خرافات سياسية وهذيان استعماري، تكشف بوضوح العقلية العدوانية والمريضه التي نشأ عليها هذا الكيان الزائل، وأطماعه التوسعية المبنية على اغتصاب الأرض، وتزوير التاريخ، وإنكار الحق العربي الأصيل.
إن هذه التصريحات ليست سوى انعكاس لمأزق سياسي وأخلاقي عميق يعيشه الاحتلال، وتعبير عن عزلته الدولية المتفاقمة نتيجة جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، واعتداءاته المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، أكبر من كل مؤامرات المحتلين وأكاذيبهم ودسائسهم. وسيبقى قلعة حصينة وحصناً منيعاً في وجه كل المخططات التي تستهدف أمنه القومي ووحدته الوطنية. وقد أثبت الأردنيون عبر التاريخ أنهم جميعاً في خندق الوطن الواحد، خلف جيشهم العربي المصطفوي وأجهزتهم الأمنية، صفاً واحداً يذودون عن السيادة والكرامة، وأن أي محاولة للمساس بالأردن ستتحطم على صخرة الإرادة الوطنية الصلبة.
وفي مواجهة هذه التصريحات الخطيرة، لا بد للحكومة الأردنية من اتخاذ موقف حازم وفوري، لوضع خطة تحرك عربية ودوليه موحدة، لإدانة هذا التصعيد، والتحذير من عواقبه الوخيمة على استقرار المنطقة.
إن الأردن، بفضل تماسك جبهته الداخلية، ووفاء شعبه، وصلابة جيشه وأجهزته الأمنية، سيبقى شوكة في حلق المحتلين، وجبلاً راسخاً أمام مشاريعهم التوسعية. وسيظل ثابتاً على مواقفه المشرّفة في الدفاع عن فلسطين والقدس الشريف، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حتى ينال حريته واستقلاله. وأي استهداف للأردن أو سيادته أو أمنه مصيره الفشل والخيبه. حمى الله الاردن والاردنين والقيادة الرشيده.