وطنا نيوز / خاص بقلم فايزة عبد الكريم الفالح
البطولة والرجولة الحرة، صفتان عظيمتان يتمتع بهما الأبطال الذين يقدمون أنفسهم للخطر ؛ من أجل الدفاع عن الوطن والشعب ، والدين والعروبة ، فالبطولة ليست مجرد كلمة، بل هي فعل وشجاعة وإقدام. والشجاعة هي التي تدفع الأبطال إلى مواجهة التحديات والمخاطر بكل ثبات وإصرار. ، والصمود هو الذي يجعلهم يقاومون كل الصعاب ولا يتراجعون ، ولم يبدّلوا تبديلا .
تعدّدت الأعداء ، وارض المعركة واحدة، فالأرض هي الوطن، والأعداء هم الذين يستبيحون الحمى، ويحتلون الأرض، ويقومون بالسلب والنهب، والتقتيل والتشريد. كما أن هناك عدوًا آخر لا يقل خطورة، وهو النار التي تشتعل وقد تفلّت عيارها، فتصبح عدوًا يجب إخماده. فالنار ، مثل العدوّ البشري، تتطلب شجاعة وإقدامًا لمواجهتها وإخمادها. وكما قال الشاعر: “مفر مكر مدبر مقبل معا” فهذه الأبيات الشعرية تُعبّر عن شجاعة الأبطال وإقدامهم في مواجهة الأعداء، سواء كانوا بشرًا أو نارًا. فالأبطال لا يتراجعون أمام التحديات والمخاطر، بل يواجهونها بكل ثبات وإصرار.
وللجندية الأردنيّة شرف عظيم ؛ ليس فقط عند مُنتسِبي الجيش العربيّ الأردنيٍّ المصطفويّ فقط ؛ بل عند كلّ أردنيّ حرّ شريف . فالجندي هو درع الوطن الحصين ، وهو الذي يدافع عن الأرض والشعب بكلّ ما أوتي من قوة. وشرف عظيم ايضاً أن يدافع عن كلّ بلاد العُرب، والوقوف مع شعوبها إذما تعرضت لأيّ هجوم ، أو غزو خارجي ، أو لكوارث الطبيعية، كما هو الآن في البلد الشقيق “سوريا” على إثر الحرائق التي شبّت هشيمها في غابات مدينتها “اللاذقية”
فهبّ الجيش العربيّ الأردنيّ المصطفويّ ومنتسبوه الدفاع المدني ؛ لنجدة إخوانهم السوريين في مواجهة حرائق الساحل في ريف “اللاذقية” الشمالي . كروح واحدة في جسد واحد ، وعلى رأسهم قائد الفريق الأردني للدفاع المدني بسوريا ، المُقَدَم ” مهند عبد الكريم العويدي العجارمة” ابن بلدة “أم البساتين” / لواء “ناعور” في جنوب العاصمة “عمان” .
في هذا السياق، نجد أن البطل “مهند العجارمة” يُجسد روح البطولة والشجاعة، حيث يقول “أنا لن أنسحب” في مواجهة التحديات والمخاطر. فهو نموذج للشباب الأردني الذي يمثل المستقبل المشرق للوطن، وهو الذي يواجه ورفاقه عدوّهم النار بكلّ شجاعة وإقدام .
البطل ” العجارمة” ، ذلك الشاب الأردني الذي تربى على الأخلاق الحميدة والقيم المثلى، والرجولة والشهامة . جذوره المتجذرة في أرض الكرامة الأردن جعلته يعرف معنى الولاء لها، ويكون بارًا بها. حيث تربى على حبّ الأرض والوطن . بمقولته الشهيرة “أنا لن أنسحب”، يُظهر “مهند” عزمه وإصراره على تقديم المساعدة والحماية لأبناء الشعب السوري الشقيق. فكان مثال الجندية الأردنيّة ، ومثله الأعلى بالتضحية والبسالة والشرف والإقدام الجندي الأول المغوار ، والفارس المقدام الملك المُفدى “عبدالله الثاني ابن الحسين”.
هذه المقولة ليست مجرد كلمات، بل هي تعبير عن روح الجندية التي تتحلى بالشجاعة والبطولة. فالجندي الأردني يمثل وطنه وقائده ملكه، يمثل بيته وأسرته، يمثل أمّه وأباه اللذان ربياه على الشرف ، و بلدته “أم البساتين” يمثل قبيلته عامة “العجارمة” في لواء ناعور. كما يمثل الشباب في الأردن، و كلّ جنديّ أردنيّ.
كما أنه يُجسد معنى الكرامة، تلك الكلمة التي تعني الحياة للجندي الأردنيّ. فالكرامة هي شرف الجندي، عزته، وهي دافعته للقتال.
نعم . بكلّ فخرٍ واعتزاز أكتب عنه فأقول : هذا البطل يُجسد هذه الأبيات الشعريّة التي تطاول عنان السماء فيه . حيث قال الشاعر :
“وإذا لم يكن من الموت بد
فمن العار أن تموت جبانا”
وهنا نستذكر ما قاله الملك الباني “حسين بن طلال” رحمه الله: “الأردن أرض الكرامة، وستبقى كذلك ما دمنا أحياء”. “فمهند العجارمة” ابن القوات المسلحة الأردنيّة يُجسّدون هذه الكلمات، بحبهم لأرض الكرامة الأردن . وما أبهى وأجمل قول مليكنا المُفدى
“الملك عبدالله الثاني ابن الحسين: “الجيش الأردني هو درع الوطن الحصين، وسيبقى دائمًا على أتم الاستعداد للدفاع عن الوطن والشعب”. كما سيبقى يا سيدي رمزاً للعطاء والتضحية لكلّ البلاد العربيّة . “فمهند العجارمة” ورفاقه في فريق الدفاع المدني الأردني يُجسدون هذه الكلمات، بكل شجاعة وإقدام.
ما أشبه اليوم بالأمس …! “أنا لن أنسحب”، هذه المقولة تذكرنا بمقولة أخرى شهيرة للجندي الأردنيّ البطل “خضر شكري يعقوب دنكجيان” في معركة الكرامة: “الهدف موقعي ارمي ارمي انتهى”. كلا المقولتين تعبّران عن روح البطولة والشجاعة التي يتمتع بها الجنود الأردنيون.كما تعبران عن معنى واحد، وهو أن الجندي الأردنيّ لا يعرف الاستسلام. فهو دائمًا ما يكون مستعدًا للقتال حتّى أخر نفس فيه ، و كما قال الشاعر:
“إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم”
في مشهد مهيب، يقف المقدم “مهند عبدالكريم العويدي العجارمة” بكل شموخ أمام النار ولهيبها، عيناه الجريئتان تنظران إلى الأمام بثبات، ولون سمرته يلمع في ضوء النار. حمرة أزيز النار الملتهبة لوّحت لون سمرة وجهه، لكنه لم يتراجع، بل زاد إصرارًا وعزما على تقديم المساعدة والحماية. وعلى قولٍ واحد نقول :
نتمنى لأبطالنا النشامى الأشاوس الغرّ الميامين
في فريق الدفاع المدني الأردني كلّ السلامة ، والنصر المؤزر والتوفيق والفلاح في مهماتهم الإنسانية.
“أنا لن أنسحب” هي شعار يا “مهند ” سيبقى خالدًا في قلوب الأردنيين.