حين تتجاوز القيادة حدودَ المهنيّة إلى الاحتراف

20 ثانية ago
حين تتجاوز القيادة حدودَ المهنيّة إلى الاحتراف

بقلم: المحامي حسين أحمد عطا الله الضمور

القيادة الحقيقية لا تُقاس بعدد القرارات الصادرة، ولا تُختزل في حزم التعليمات، بل تُقاس بالأثر، وتُوزن بما تُحدثه من فرق في الميدان، وما تزرعه من ثقة في نفوس من يقودهم القائد.

اللواء عبيد الله المعايطة، مدير الأمن العام، تجاوز في نهجه الإطارَ التقليدي للمهنة، ليبلغ درجة الاحتراف المؤسسي والقيادي، ويضرب مثالًا نادرًا على أن الأمن ليس قبضةً مشدودة فحسب، بل هو عقلٌ مدبّر، ونَفَسٌ طويل، وبصيرةٌ عادلة.

ما وصل إليه جهاز الأمن العام الأردني اليوم من تقدمٍ ملموس، وانضباطٍ راقٍ، واحترافيةٍ ميدانية، ما هو إلا انعكاسٌ مباشرٌ لحرفية القائد الذي يتقدم الصفوف، ويضبط الإيقاع العام للمؤسسة بكفاءة القائد الخبير لا الموظف الإداري.

فحرفيةُ من هم تحت يد القائد لا تنفصل عن شخصه، بل تعود إليه وتُحسب له. لأن الروح القيادية لا تُزرع بالأوامر، بل تُلهم بالفعل والمثال.

عبيد الله المعايطة لم يكتفِ بالمهنية، بل ارتقى بها إلى مستوى الاحترام الواسع… احترامٍ ولد من الميدان، لا من المنابر، ومن ثقة الناس، لا من دعايةٍ عابرة.

في زمنٍ تكثر فيه العناوين، وتقل فيه المضامين، يثبت أن القيادة مسؤولية أخلاقية، وحكمة تنفيذية، وبوصلة لا تحيد عن الحق.