وطنا اليوم:زيارة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة للقاهرة لها هدف عميق سياسيا على الأرجح فقد أوفده الملك عبد الله الثاني في إطار رسالة وصفها الخبر الرسمي الأردني بأنها شفوية للرئيس عبد الفتاح السيسي.
تلك الرسالة الشفوية بمعنى أنها ينبغي أن تقال في أذن الرئيس السيسي وليس عبر الاتصالات او عبر سفارات البلدين اعقبت زيارة مهمة للسيسي الى عمان قبل عدة اسابيع قليلة تضمنت أن السيسي نام ليلة واحدة في الاردن وهو ما يفعله منذ ستة عقود لأول مرة رئيس مصري يزور التردن.
في الأثناء اجتمع الخصاونة ووفده بالنظير المصري وتم الاعلان رسميا عن انعقاد اللجنة الوزارية العليا بين البلدين في عمان في شهر آذار المقبل.
ومع الاجتماعات التشاورية التي أجراها قبل نحو شهر فقط خمسة وزراء اردنيون مع مصر يمكن القول بأن انعقاد اللجنة الوزارية العليا مجددا وفي وقت قصير وبعد زيارة السيسي للأردن مباشرة بعد عدة اسابيع دلالة على اصرار وعناد كبير من البلدين يتحمس له الخصاونة دوما على تكامل الجهود والتوافق.
الأجندة الاساسية اليوم بين الأردن ومصر تبدو استراتيجية ولها علاقة بما تسميه الدبلوماسية الأردنية بمشروع التكامل الاقتصادي والتجاري مع مصر والعراق.
يُتابع الأردن بحماس كبير كل مستلزمات تمكين الاطار الثلاثي من الصمود بعد الولادة وفي سياق تفاهمات على تبادل المصالح والمنافع فيما سبق للخصاونة أن زار بغداد ايضا قريبا والتقى رئيس الوزراء العراقي الدكتور مصطفى الكاظمي.
ويُحاول بوضوح الآن مع المدبولي والكاظمي تاسيس ثلاثية على مستوى رئاسات الوزراء تضع سلسلة واسعة من بروتوكولات التعاون الثلاثي تنفيذا لقرار سياسي له علاقة بالتمحور والتموقع معا.
تلك أفكار ومقترحات أردنية من العام الماضي.
الجديد حسب مصادر برلمانية اردنية أن الكاظمي يتفاعل معها وأن السيسي أصبح أكثر التزاما وحماسا لها مع أن الأوساط الدبلوماسية الغربية تلاحظ بأن مشاريع التكامل الثلاثية تنجز وتتابع وتتم بمعزل عن دول صديقة للاطار الثلاثي مثل السعودية والإمارات وسط التساؤل.. هل يعني ذلك شيئا؟
تزداد فعالية التنسيق الميداني على الأرض في ثلاثية بغداد- القاهرة -عمان ويبدو أن الاتجاه سريع نحو مشاريع ثلاثية خاصة وكبيرة واستراتيجية لها علاقة بالغاز والنقل البحري والتعاون التجاري وبعض الاستثمارات بالتزامن مع غياب اي مظلة سعودية او حتى إماراتية والأردن بموقع متقدم في هذه الثلاثية باعتباره الدولة التي تحتفظ اليوم بعلاقات طيبة جدا ونظام تواصل فعال مع الادارة الامريكية الجديدة.
وباعتباره لا يتعرض لانتقادات الادارة الديمقراطية في البيت الابيض تحت عنوان ملف الاعتقالات والحريات كما يحصل مع السيسي ونظامه في مصر فيما الكاظمي يواجه تداعيات معقدة ايضا مع الأمريكيين والإيرانيين وقد يحتاج المظلة المصرية والرافعة الأردنية.
يمكن بناء تصور حول علاقات سياسية واقتصادية وتجارية تقفز بسرعة وقد تؤدي الى حالة تمحور سياسية تستثمر في الجغرافيا المتصلة بعيدا عن منظومة النادي الخليجي.
لكن ما أثار ضجيجا في الوسط الإعلامي الأردني هو الاستفسار عن وقفة مدبولي – الخصاونة في ميدان التحرير تحت عنوان تطوير المكان الذي كان أيقونة عمليا في إطلاق موجة الربيع العربي الأولى.