صرخة حق من أرض النشامى

24 ثانية ago
صرخة حق من أرض النشامى

بقلم د. هاني العدوان

قباحة فكر تعمي البصيرة عن سطوع الحقائق وتطلق سهام الفتن المسمومة بين الأهل، أي ضمير يحمله من ينكر تاريخ الأردن المضيء، البصمات الراسخة في نصرة العرب واحتضان كل طالب أمان، عجبا لهم لو أنصفوا هذا الحمى، ولو عادوا بذاكرتهم إلى التضحيات الجليلة، لتبدلت ألسنتهم، لكنهم لا يرتوون إلا بنهش الشك وتوجيه الاتهامات الباطلة ظلما وبهتانا
أي بلد عربي، بل اي بقعة على وجه البسيطة، قدم لفلسطين وأهلها ما قدمه الأردن من غال ونفيس، رغم قلة الحيلة وضعف الموارد، لكنهم يصرون على الغي، يعرضون عن الصدق والحقائق إعراضا مريبا
إن محاولات تشويه الصورة النقية، والتشكيك في الدور الريادي تجاه قضايا أمتنا، وعلى رأسها فلسطين الحبيبة، ليست سوى هذيان يتلاشى أمام شمس الحقائق والتاريخ المشرف لأرض النشامى
سهام الحقد الموجهة نحو قلب العروبة والشهامة لن تزيدنا إلا رسوخا وإيمانا بمسيرتنا الثابتة نحو قضايانا القومية، وفي القلب منها فلسطين
الحملة الشعواء التي تستهدف دور الأردن الرائد في دعم الأشقاء الفلسطينيين، خاصة في غزة الصامدة، دليل دامغ على الضيق من مواقفنا الصلبة التي لا تلتفت للترهات
يزعم هؤلاء المغرضون، الذين يسكن الحسد قلوبهم، أن الأردن ينتفع ماديا من مساعدات غزة، يا له من افتراء وكذب مفضوح، الأردن، بقيادته الحكيمة وشعبه الأبي، لم ولن ينظر إلى وجع الأشقاء بعين المصلحة، دماء الشهداء الأردنيين التي روت ثرى فلسطين الطهور، والمستشفيات الميدانية الأردنية في قلب غزة، هي الشاهد الأصدق على عمق الأخوة، لقد تجسدت أسمى معاني التضحية عندما قاد جلالة الملك عبدالله الثاني بنفسه طائرة المساعدات إلى غزة، كاسرا الحصار الظالم وقدم نموذجا فريدا في التضامن مع الأشقاء ،ليست هذه مجرد مساعدات عابرة، بل هي نبض الشارع الأردني الذي يرى في فلسطين قضيته الأولى
أما الزعم بأن المساعدات ليست منا، فهذا محض افتراء وتضليل، جمعيتان في شفابدران، جمعية سيدات شفا بدران الخيرية برئاسة زوجتي، وجمعية شفا بدران الخيرية برئاسة صديقي، هما نبراس يضيء دروب العطاء، هاتان الجمعيتان الأردنيتان الأصيلتان، بجهود ذاتية من سيدات ورجال المجتمع الفاضل، جمعتا تبرعات سخية في العام الماضي 2024 بلغت ثلاثمائة وعشرة آلاف دينار أردني لكل منهما، بل وزاد عن ذلك، هذا العطاء لم يأت من الخارج، بل هو عصارة جهود أردنية خالصة، وصلت بكل شفافية عبر الهيئة الخيرية الهاشمية، ووصلت رسائل الشكر من أهل غزة، ومثلهما الكثير من جمعيات ومؤسسات مجتمع محلي ورجال أعمال وأهل خير
لماذا هذا التجني إذن، لماذا هذا الحقد الأعمى الذي ينكر الحقائق الجلية، إن من يروجون لهذه الأكاذيب قلة ضالة، انساقوا وراء أوهام وأجندات خبيثة تسعى لتمزيق وحدتنا، يرون دور الأردن الريادي بعين الحسد، ويعجزون عن فهم تضحيات هذا البلد الصغير بموارده والكبير بعزيمته
وبعد كل هذه الحقائق الساطعة والبراهين القاطعة، أقول لهؤلاء المتطاولين الذين تعمدوا الزيغ عن الحق، إلى متى سيستمر هذا العبث بمقدرات الكلمات وتشويه الحقائق الناصعة، إن الأردن، بتاريخه المشرف وتضحياته الجليلة، سيظل شامخا كالجبال الراسخة، وسيستمر في أداء واجبه القومي والإنساني تجاه أشقائه دون كلل أو ملل، غير آبه بنعيق البوم وافتراءات الحاقدين
وليعلم هؤلاء أن محاولاتهم البائسة لتشويه صورة هذا الحمى العربي الأصيل ستتحطم على صخرة الحقائق، وسترتد سهامهم المسمومة لتصيب قلوبهم المريضة ونفوسهم العفنة
سيبقى الأردن بإذن الله سندا وعونا لأمته، وستظل فلسطين في قلب كل أردني نبضا لا يخفت وعهدا لا يخلف
وليخسأ كل من أراد بهذا الوطن وأهله سوء