اللواما تكتب : فليكن الاعتصام باحترام

10 أبريل 2025
اللواما تكتب : فليكن الاعتصام باحترام

كتبت دلال اللواما

استاذة العلوم السياسية 

الاعتصامات والوقفات بالطرق القانونية والسليمة هي مظاهر طبيعية للمطالبة بالحقوق أو للاحتجاج على وضع معين أو لتضارب مصلحة معينه يتم من خلالها إيصال رسالة لأصحاب الشأن. ونحن اليوم في منطقة الشرق الأوسط نقف على صفيح ساخن أو بالأحرى ملتهبا، ولا ننكر إنسانيتنا وتعاطفنا على الأحداث الدامية في قطاع غزه وما تؤول إليه الأحداث المتسارعة، ضارعين إلى الله أن يعجّل بالفرج والخلاص، تاركين الامر لأولي الامر لإيجاد الحلول المناسبة في وقف وإنهاء هذه الحرب الضروس. وحيث أن التجمعات العشوائية وغير المدروسة لا تخدم القضية بشيء، ولا يجوز أن نحول مشاعرنا المتلاطمة إلى فوضوية التصرف، فما هي الحكمة من التظاهر في منتصف الليل؟، وما هي المبررات لخروج الفتيات بين المتظاهرين مهما كانت ناشطه أو حتى صحفية؟. ففي مجتمعاتنا المحافظة لا زلنا نخاف على فتياتنا من الخروج ليلاً فلا مبرر لتجمهر الفتيات في منتصف الليل بين حشود من الرجال يتزاحمون في مربع ضيق على رصيف أو في شارع، لتبدأ الحناجر الغاضبة غضباً فاجراً بالهتافات والزعيق، وتزداد الأمور وطيسها وتتأجج الحناجر والشعارات بالإساءة إلى أبناء شعبنا من أفراد الأجهزة الأمنية ومؤسسة الجيش ونعتهم بالصهاينة والعملاء الخ.

إلى هذا الحد قد يعمي الغضب الأبصار والبصيرة، متناسين أن في كل بيت أردني بدلة عسكرية مغسولة ومكوية تنتظر عودة صاحبها الذي قد يقضي أياما في أداء الواجب بعيدا عن أسرته. هؤلاء الجنود الذين يساء إليهم في كل تظاهرة وكأن الإساءة لأفراد الاجهزة الأمنية والجيش أصبحت (ترند) ومن أساسيات التظاهر. حيث ينظر إليهم بعيون تكاد تبتلعهم من الحقد الكامن وكأنهم العدو اللدود.

إن رجل الأمن العام هو ابن بلد ومعروف من أين أتى من الشمال أو الجنوب، فله جذور في هذا الوطن، وهو معروف أباً عن جد أردنيا وطنياً حتى النخاع ابن الوطن الشريف، فهو لم يهبط علينا من السماء، فلا نسمح لأيّ كان وبأي سبب أن يتم إهانته وهو على رأس عمله، فاحترامه من المسلمات والبديهيات التي لا جدال فيها.

نساء ساخطات يصرخن في وجوه خطت على محياها نحن هنا لنحميكم من شرور أنفسكم. لا يمكن زعزعة الثقة والتشكيك بأبنائنا من أفراد أجهزة الأمن والمؤسسة العسكرية، وسيظلّ لهذه المؤسسات السيادية هيبتها التي يجب أن تُفرض وأن لم يكن بالحب فبالقوة. لذلك يجب العمل بكل جهد لإخراس هذه الأبواق وفض مثل هذه التجمعات التي تجتهد في تعطيل السير بالجلوس وقطع الطرقات، ناهيك عن المخلفات وبقايا الاكل والمشروبات التي تخلّفها هذه الفوضوية التي لا يجمعها سوى شعارات الاتهام والإساءات التي تتجدد مع كل هبه من هذه الهبّات.

عبّر ، ولك حرية التعبير عن رايك بكل الطرق القانونية والوسائل المحترمة واللائقة، أما غير ذلك من الإساءات والتجاوزات بالشعارات فغير مقبول، جميعنا قلبنا مكلوم وموجوع، فكيف أتت هذه التجمعات بهذه الاتهامات والاساءات؟ وما المنبع الذي استقيت منه عبارات تنعت ابن الوطن الشريف الذي يقوم بواجبه بكل كياسة وأدب؟، فهل ذنبه أنه يحافظ على الأمن والأمان لي ولك وللآخرين، وهو في ذلك يلتزم أقصى درجات ضبط النفس والهدوء، وما ذنبه ليتحمل كل هذا الكم الهائل من الشتائم بصمت ورجولة وبثبات على الواجب.

رجال الأمن ليسوا شماعة نصب عليهم جام غضبنا، أو نلجأ إليهم للتنفيس عن حشرجات الثأر من عدو غاشم، فطوبى للجباه العالية التي تقوم بواجبها بكل أمانه وإخلاص رغم الدسائس المعيقة والمقلقة.

الموقف الأردني ثابت في دعم القضية، وجلالة سيدنا عبد الله الثاني لم يتواني عن الدعم والمساندة بكافة الطرق والوسائل لنصرة اهلنا منذ اللحظة الاولى من العدوان على غزة.