وطنا اليوم:أعلن السفير السوري بشار الجعفري من موسكو أن البلاد لم تكن تحت نظام حقيقي، بل كانت تحت سيطرة منظومة فساد مافيا رهنت البلاد لخدمة مصالحها. ودعا الجالية السورية للاحتفال بالتغيير اليوم.
ويذكر أن الجعفري هاجم المخلوع بشار الأسد ونظامه بعد سقوط الأخير عقب دخول فصائل المعارضة المسلحة إلى العاصمة دمشق.
قال الجعفري إن سوريا اليوم باتت لكل أبنائها السوريين، مشيداً بالثقة الكبيرة بقدرة الشعب السوري على تجاوز المحن والتحديات.
وأضاف الجعفري أن سوريا تدخل مرحلة جديدة تكون فيها لكل أبنائها، داعياً إلى التعاون ومد يد العون لحماية كرامة الوطن الجريح ومداواة آلام السوريين، بعيداً عن الانتقام والتقسيم وسفك الدماء.
وشدد على أهمية تجاوز المحن والتحديات والعمل معاً لنقل البلاد إلى بر الأمان، وبناء مستقبل يعكس الانتماء الحقيقي لسوريا بعد سنوات طويلة من المعاناة.
أشار بشار الجعفري إلى أن العديد من السوريين الوطنيين عانوا من الظلم والتهميش بسبب منظومة الفساد التي ألحقت الدمار بمقدرات البلاد ومؤسساتها، وأجبرت الشعب على النزوح واللجوء إلى مصير مؤلم. واعتبر أن انهيار هذه المنظومة خلال أيام يعكس افتقارها للشعبية وعدم وجود حاضنة مؤيدة لها في المجتمع أو بين صفوف الجيش.
وأضاف الجعفري أن فرار رأس النظام بشكل مهين يعزز الأمل في تغيير حقيقي وإعادة إعمار سوريا، إنسانًا وحجرًا، بعد عقود من الظلم ومحاربة الكفاءات وطرد النخب المثقفة والسياسية. ودعا إلى التركيز على الأمل بالتغيير السلمي، مؤكدًا أن سوريا غنية بخيرها وبإمكانها النهوض مجددًا رغم كل التحديات.
وطوال مسيرته المهنية، تولى بشار الجعفري عدة وظائف ومسؤوليات دبلوماسية في وزارة الخارجية السورية، وعمل في سفارات سوريا في عدة دول. كما خدم في بعثات بلاده لدى الأمم المتحدة، حيث أصبح مندوب سوريا الدائم في مقرها الرئيسي في نيويورك عام 2006.
في إطار دفاعه المستمر عن نظام الأسد، أنكر بشار الجعفري ارتكاب النظام أي انتهاكات أو مجازر ضد حقوق الإنسان في سوريا. ومن بين أبرز هذه الإنكارات، نفيه لاستخدام السلاح الكيميائي في قصف غوطة دمشق خلال صيف 2013.
مدافع عن مجاعة مضايا
كما أنكر بشار الجعفري وجود أي كارثة إنسانية في بلدة مضايا السورية، التي تعرضت لمجاعة وثقت إعلامياً بالصوت والصورة نتيجة الحصار الطويل.
وأكد المسؤول السوري أن “الحكومة السورية لم ولن تتبع أي سياسة تجويع ضد شعبها”، مدعياً أن “التنظيمات الإرهابية استولت على المساعدات الإنسانية الموجهة للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، كما حدث في مضايا”.
ويُعرف الجعفري بمواقفه الحادة وتصريحاته الهجومية تجاه جهات داخلية وخارجية. ففي 5 فبراير/شباط 2012، انتقد الأمم المتحدة ودول الخليج العربي وشبكة الجزيرة بعد استخدام روسيا والصين حق الفيتو لإسقاط مشروع قرار أوروبي-عربي لحل الأزمة السورية سلمياً.
كما دافع الجعفري بقوة عن النظام السوري، مبرراً انتهاكاته في مختلف المحافل الدولية. وفي 23 فبراير/شباط 2016، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص ستفان دي ميستورا، متهماً الأمانة العامة بـ”الانحياز للجماعات المسلحة”، واصفاً مفاوضات جنيف الأخيرة بأنها “شابتْها نواقص كبيرة”.