وطنا اليوم:قال فلسطينيون في غزة، الأحد 7 أبريل/نيسان 2024، لدى عودتهم إلى مدينة خان يونس جنوبي القطاع، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها عقب اجتياحها براً منذ 3 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن المدينة أصبحت منطقة “خراب ودمار، ورائحة الموت في كل مكان، بل باتت مدينة أشباح”.
الشاب الفلسطيني محمد أبو ريدة، وصف الدمار الواسع الذي خلّفه الجيش الإسرائيلي في خان يونس بأنه بـ”زلزال” ضرب المدينة، مضيفاً: “لم أجد منزلي ولا فِراشاً ولا شيئاً، دمار وخراب وركام فقط”، ودعا إلى وقف الحرب على قطاع غزة.
بينما، قال الشاب الفلسطيني عصام أبو زناد للأناضول: “تزوجت حديثاً قبل بدء الحرب، عدت إلى خان يونس لأجد المنزل الذي استأجرته مدمراً”، لافتاً: “كنت أرغب في جلب بعض الحاجيّات والمقتنيات، لكنني وجدت كل شيء مدمراً”.
من جانبه، قال الفلسطيني محمد الأسطل: “غادرنا منطقة السطر الشرقي في مدينة خان يونس قبل 4 أشهر، وعندما عدنا إلى المنطقة وجدناها خراباً ودماراً”.
“الدمار في كل مكان”
في السياق ذاته، قالت مها ثائر، وهي أم لأربعة أطفال، لدى عودتها إلى مدينة خان يونس، إن “الدمار في كل مكان ورائحة الموت أيضاً”.
وأضافت المرأة، البالغة 38 عاماً، لوكالة فرانس برس: “المدينة أصبحت كمدينة الأشباح، دمروا المباني والأشجار، جميع الشوارع تم تجريفها ولم يبقَ شيء مطلقاً. لم أتمالك دموعي وأنا أمر في شوارع المدينة”.
وتابعت: “لم يعد هناك مدينة، فقط ركام.. شاهدت الناس وهم يكبّرون ويخرجون جثث شهداء من غارات سابقة”.
4 أشهر منذ تدمير خان يونس
وفي وقت سابق الأحد، أكد الجيش الإسرائيلي، سحب قواته من خان يونس، بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية فيها، بالتزامن مع مضي نصف سنة على بدء الحرب الأطول مدة حتى الآن على غزة.
وقال مصدر بالجيش، فضّل عدم الكشف عن اسمه، للأناضول: “اليوم الأحد الموافق 7 أبريل/نيسان الجاري، استكملت الفرقة 98 مهمتها في منطقة خان يونس”، وغادرت قطاع غزة لغرض “الانتعاش والاستعداد للمهام المستقبلية”.
واستدرك أنه “في قطاع غزة يستمر نشاط قوة كبيرة تابعة للفرقة 162 ولواء ناحال، الذي سيحافظ على حرية تصرّف قوات الجيش في القطاع لشن عمليات دقيقة تستند إلى المعلومات الاستخباراتية”.
وبدأ اجتياح الجيش الإسرائيلي لخان يونس في 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، بهدف استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، إلا أنه ووفق مزاعمه بالانسحاب، يكون قد خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 أسير فلسطيني، وزادت أوضاعهم سوءاً منذ أن بدأت حرباً مدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق هذه المنظمات.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 6 أشهر أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وعلى أبواب عيد الفطر، تواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها لأول مرة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.