وطنا اليوم – قدم السياسي والاعلامي والدبلوماسي معالي العين السيد محمد داودية محاضرة عميقة حول “الاحدث في تداعيات طوفان الاقصى” بدعوة من الدكتور أسعد عبد الرحمن ومؤسسة فلسطين الدولية وضمن البرنامج الثقافي للمدارس العصرية وذلك مساء أمس الثلاثاء 2032/12/19 في النادي الارتوذكسي، بحضور نخبة من المثقفين والسياسيين والاعلاميين.
وأكد داودية على أن “الموقف الأردني قابل للتطور والتصعيد” في التعامل مع العدوان على قطاع غزة، مشيرا إلى أن الموقف الأردني بالطبع له ثمن، ولم يبق إلا أن تعلن الأردن الحرب.
وقد منع موقف الأردن نكبة جديدة ودعم صمود الفلسطينيين في أرضهم.
وطرح داودية عدة أسئلة صعبة وعميقة ومؤلمة حول ما حدث في “ملحمة 7 اكتوبر” وما حدث بعدها.
وفيما يلي نص النقاط الرئيسية في المحاضرة
بسم الله الرحمن الرحيم،
أسعد الله مساءكم.
دعونا نحاول في هذه النقاط، الإحاطة بعناصر ومكونات موضوعنا اليوم، وهو الحرب على الشعب العربي الفلسطيني، في قطاع غزة والضفة الغربية، آخر تجلياتها وآفاقها المتوقعة.
اطمح سيداتي سادتي ان استعرض معكم عناصر موضوعنا ومكوناته لعلنا نتمكن من بناء مقاربة موضوعية، تتخفف ما أمكن، من الرغائبية، التي نسقطها عادة نحن أصحاب القضية، على التحليل العلمي، المثبط إلى درجة الاستفزاز في أحيان عديدة.
ودائماً يختلف تفاعل النخب وحواراتها الحيوية، مثل هذا الحوار، في مدى مجاراته أو مدى صده وجبهه، ما يطرح في الفضاء العام من آراء حماسية.
فلنتفق ان تفاعلنا هنا، سيسهم في تكوين تصور أكثر موضوعية، مما هو التصور الانطباعي الذي تكون لديّ أو لديك، جرّاء تقاطعات ومغالبات وانحيازات ورغبات.
نحن أمام حدثين هائلين مجيدين جديدين، هما:
أولاً المباغتة البطولية الاستراتيجية العبقرية التي اجترحتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية- حماس، والتي حركت العالم ولفتت انتباهه الكامل.
ثانياً: المقاومة الفلسطينية البطولية الفذة المستمرة منذ نحو 73 يوماً، والتي ما تزال تحير العالم وتثير إعجابه ودهشته، لأنها توقع خسائر كبيرة في صفوف جيش الغزو الإسرائيلي.
وبالطبع نحن أمام رد فعل اسرائيلي مجنون، مما يدعوني إلى القول ان العدوان الإسرائيلي في بداياته، فالإجماع الإسرائيلي منعقد على استمرار القصف والحرب والانتقام.
وتعالوا إلى الأسئلة، التي يجدر بنا ان نطرحها ونبحث عن اجابات لها:
متى ستتوقف الحرب على غزة ؟
من سيسعف غزة بعد وقف هذا العدوان ؟
من الرابح ومن الخاسر من هذه المواجهة ؟
متى ستبدأ الحرب على جنوب لبنان ؟
متى ستبدأ الحملة البحرية الدولية- الأرمادا في البحر الأحمر ؟
متى ستنفجر الضفة الغربية التي تشهد انتهاكات واعدامات واعتقالات وتعديات المستوطنين ؟.
متى ستندلع معركة القدس الكبرىو؟
متى سيبدأ الصراع على السلطة الوطنية الفلسطينية ؟
متى سيظهر إلى العلن، الصراع الحمساوي على تمثيل الحركة ؟
ما هو موقع الدور الإيراني صعوداً او هبوطاً ؟
ما هو هدف حشود الصدريين على حدودنا الشرقية ؟
ما مدى استهداف الميليشيات الإيرانية المسلحة لأمننا الوطني ؟
لماذا يقف الأردنيون مع المقاومة ؟
ما هي القوة المحركة للشارع الأردني ؟ هل الدعم والإسناد الأردني قابل للتصعيد والتطور ؟
هل قوة المقاومة وقواها متجددة أم ناضبة؟
هل لحياة الجنود والضباط الإسرائيليين قيمة- بروتوكول هانيبال.
أين اخطأت حماس؟ وأين أصابت ؟
(* كان تقدير حماس ان رد الفعل الإسرائيلي سيأخذ في الحسبان عدد الرهائن الكبير الذي اعتقدت حماس إنه سيمنع القصف.
توقعت حماس ان يشارك حزب الله في القتال مما سيرفع الضغط عن جبهة الجنوب.
الاعتماد على الأنفاق وتخزين كميات كبيرة من الصواريخ والاطعمة والأدوية والماء وكلها عناصر متناقصة، قابلة للنضوب)).
كي نضع نقطة اول السطر، يجدر ان نستمع إلى كافة المرشحين للرئاسة الأميركية. الذين ليس على ألسنتهم كافة الا “اجهز عليهم يا نتنياهو”.
وأن نلاحظ ان الآيباك تخصص 100 مليون دولار لانتخابات 2024 للإطاحة بالمشرعين الأميركيين الذين دعوا إلى وقف إطلاق النار.
وان نقف طويلا عند دعم المسيحيين الإنجيليين الصهاينة لإسرائيل الذين يقدر عددهم بالملايين.
وان ندقق في قول انك إذا أردت ان تهزم إسرائيل عليك ان تهزم أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا.
وان نحدق في تصريح رئيس اركان جيش الاحتلال الأسبق الجنرال موشيه يعلون: “حربنا مع الفلسطينيين صعبة ومعقدة وليس فيها ضربة قاضية”. وأضيف وليس فيها فوز بالنقاط.
* وان نلاحظ وصول 4500 مهاجر إلى إسرائيل كل شهر.
* وان نلاحظ ان الرأي العام كتلة متحركة صعوداً وهبوطاً. لقد حركتها الجرائم الإسرائيلية المريعة، وسوف ترتد علينا لدى أول عملية انتحارية يقوم بها شباب مغرر بهم في أوروبا او أميركا او أميركا اللاتينية.
* وان نلاحظ انه يتم توظيف شركات تسويق محترفة في الكثير من الدول، لدعم الرواية الإسرائيلية تدفع لها أموال طائلة، لا ندفعها نحن.
* التطبيع الإبراهيمي وما هي اسبابه وآثاره وأضراره.
* حالة دول الطوق:
* الأهداف الاستراتيجية للأمة:
المشروع الصهيوني، المشروع الإيراني، الإرهاب، المشروع التركي.
* خرج المشروع الصهيوني من أهداف الأمة وانحصر في بلاد الشام. فيما يمكن توصيفه بأنه الصراع الشامي- الإسرائيلي.
ان قول البطل السنوار ان “امتنا تخلت عنا. إيران هي من مكننا”، قول مؤلم يفتح على امكانات تتيح لإيران ان تكون على حدود مصر، كما هي على حدودنا اليوم.
كما ان تصريحه يدفع باتجاه الانكفاء إلى القطرية والكنعانية والأقلمة، استناداً إلى “كم كنتَ وحدكَ” في “مديح الظل العالي” لمحمود درويش.
* خطورة وضرر الأسطرة، التي تتيح التمتع، وخلق عالم من الرضى الموازي قائم على الخيال الجامح.
* شروط النصر الفيتنامي:
جملةً من العوامل الاستراتيجية الحاسمة، وأولها وحدة الشعب الفيتنامي الوطنية. ووقوفه خلف برنامج المقاومة فادح الثمن- الحاضنة الشعبية. سيطرة قيادة الحزب الشيوعي الفيتنامي على كل مفاصل الحياة.
والأهم، توفر قاعدة إمدادات واسناد وتزويد خلفية هائلة من دول مجاورة وحليفة هي الصين والاتحاد السوفياتي.
* أين الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟!
* يجب ان تتوجه المظاهرات والمسيرات والاعتصامات الفلسطينية إلى السلطة الوطنية الفلسطينية وحماس والجهاد والشعبية والديمقراطية وغيرها ليتوقفوا عن الاستمرار في جريمة الفصائلية.
* الموقف الأردني المجيد بالطبع له ثمن.
* لم يبق إلا ان تعلن الأردن الحرب.
* موقف الأردن منَع نكبة جديدة ودعم صمود الفلسطينيين في أرضهم.
والله إن من يتحدث أو يتصرف أو حتى يحلم على أساس إقليمي، يضر فلسطين، ويضر الأردن، ويخدم الصهيونية، ولا يخاف الله.
كتبت عشرات المرات فقلت:
الإقليمية والطائفية والمذهبية والجهوية، مؤشر فاضح على أعطاب نفسية وأخلاقية ودينية وإنسانية، وهي خطرٌ كبير على الأردن، لو مسني إحدى رباعي الانحطاط هذا، حتى في أحلامي، لاستيقظت ساخطاً مرتجفاً مذعوراً، ولعنّفت نفسي على خيانة ديني ووطني وشرفي ومبادئي.