وطنا اليوم – أكد نقيب المهندسين الأردنيين المهندس أحمد سمارة الزعبي، أن لا حل ولا سلام ولا أمن في المنطقة إلا بزوال الكيان الصهيوني، مبيناً أن عملية طوفان الأقصى قدمت لنا شعباً عربياً نقياً طاهراً مخلصاً لقضيته العادلة ويتوحد أمام قضايانا جميعاً، وأن الموقف الرسمي العربي لا أمل منه.
وقال المهندس سمارة خلال ندوة تداعيات العدوان الصهيوني التي عقدتها نقابة المهندسين، إن عملية طوفان الأقصى أثبتت أن رجال المقاومة قادرون على إهانة جيش الكيان الصهيوني وصدمه، وأنه لولا المساعدات الطارئة والأبر التي حقنتها الإمبريالية الغربية في هذا الجهاز لما صمد أمام المقاومة الباسلة، مشدداً أن الكيان الصهيوني ذراع متقدم للإمبريالية الغربية التي شدت على أيدي الإحتلال عندما شعرت بوهنه.
من جانبه، قال اللواء الركن المتقاعد محمود ارديسات، إن عملية السابع من اكتوبر هي عملية عسكرية متكاملة الأطراف ومتقنة بكل النواحي الإستخبارية والأمنية والعسكرية والإجتماعية والسياسية، وهي ليست عملية ذهبت إلى هدف وانتهت، بل عملية متكاملة هاجمت من أكثر من 25 موقعاً مرة واحدة.
وأشار إلى أن عملية طوفان الأقصى لها ثلاثة أبعاد؛ عسكرية وعملياتية واستراتيجية، حيث إعتمدت المقاومة على الخداع الإستراتيجي حيث أظهرت أنها لا تأبه بالقتال لكي يطمئن العدو، ثم هاجمت بشكل عملياتي تكتيكي أكثر من 25 موقعاً والحق خسائر بالإحتلال ما بين قتلى وأسرى والإستيلاء على الأجهزة والخوادم الخاصة بالعدو خلال ثلاث ساعات ثم عاودت أدراجها.
ولفت إلى أن حماس هزت كيان الإحتلال وأوجدت فيه صدوعاً وتشققات وهرع أصحاب المشروع بقيادة الولايات المتحدة للوقوف مع تل أبيب، لكن المقاومة أثبتت أن مشروع حماية الغرب في المنطقة أصبح بحاجة إلى حماية، مبيناً أن ما بعد 7 اكتوبر سيكون هناك تغير جذري في المنطقة وفي المجتمع الإسرائيلي وبوصلته التي ستحرص على الخلاص من نتنياهو ومجموعته، كما سيختلف الوضع في العالم العربي ولا بد له أن يعيد النظر بعلاقات التطبيع مع العدو فهو لن يوفر احداً.
وأشار إلى أن الدول العربية تمتلك من الأدوات والإمكانات ما يؤهلها لإتخاذ مواقف مؤثرة على داعمي الكيان وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، فلا بد من الضغط عليها لوقف علميات القتل الهمجي على أهل غزة.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ عريب الرنتاوي، أن هناك عناوين رئيسية لابد من تناولها، أولها طوفان الأقصى في التفكير الاستراتيجي لحركة حماس، فعندما فكرت حماس بهذا الإستعصاء التاريخي المتمثل بتعاقب الثورات والإنتفاضات والمعارك والحروب التي خاضها شعب فلسطين منذ أكثر من مئة عام، ومع ذلك فإن الحصاد النهائي أن اسرائيل ما زالت على الأرض والإستيطان ما زال يتفشى، والأفق مسدود أمام حل يمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية الثابتة وغير القابلة للتساقط، مشيراً إلى أن الإستعصاء أوصل حماس إلى نتيجة تتمثل في زلزال كبير يضع الشعب الفلسطيني على سكة استرداد بعض من حقوقه، وهي أذكى من أن تعتقد أن جولة واحدة يمكن أن تحرر فلسطين، بل هي بحاجة لجولات وتضحيات، كما أن ذلك الزلزال يعكس تفكيراً إستراتيجياً لإستحداث إنعطافة في مجرى التاريخ.
وأشار إلى أن التحدي الإستراتيجي الثاني يتصل بالبيت الفلسطيني الداخلي حيث أنه ومنذ انتخابات 2006 والإنقسام الأعمق والأطول جغرافياً ومؤسساتياً ومنهجياً وسياسياً الذي أصاب الشعب وحركته الوطنية المعاصرة، وكافة الجهود التي بذلت من أجل ترميم البيت وصياغة مرجعية وطنية موحدة للشعب باءت بالفشل ويعدو ذلك جوهرياً أن من يمسك بزمام القرار في المؤسسة الرسمية الفلسطينية فريق آثر أن يكتفي بمخرجات الحلول المطروحة على الطاولة حتى لو كانت بحجم سلطة لا سلطة لها وعلى أجزاء مبعثرة وممزقة وجزر معزولة من الضفة الغربية وشروط ثقيلة على النفس والضمير في مقدمتها التنسيق الأمني مع الإحتلال واعتباره حليفاً يتم التنسيق معه امنياً، والتركيز على أن المقاومة مشروع عدو يستهدف في سياق الحرب على الإرهاب.
وبين أن كل الجهود التي بذلت خلال 17 سنة باءت بالفشل ووصلنا الى طريق مسدود، وبالتالي كان لابد من إستحداث زلزال وهزة كبيرة لوضع الأمور في نصابها واستنقاذ الحركة الوطنية ومنظمات التحرير والمرجعية المشروعة الجامعة للشعب الفلسطيني، مبيناً أن المحور الثالث الإستراتيجي يركز على تساؤل هو كيف يمكن للحركة أن تستمسك بمشروع التحرير ومشروع الفلسطينيين الأصلي من جهة وكيف لها أن لا تغرد خارج سرب الإجتماع الفلسطيني العربي الدولي من جهة ثانية، حيث وصلت إلى أمر مؤكداً أنها لن تكون حجر عثرة أمام دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، كما أنها كحركة لم ولن تعترف بإسرائيل.
وقال إن ما أوصل حماس إلى تلك العملية، ما شهدته من حالة الإستنقاع والتهميش والتذليل التي تعيشها القضية ومراقبة مسارات التطبيع المختلفة التي كادت أن تتوج بتطبيع سعودي إسرائيلي سيكمل دائرة الحصار على الشعب الفلسطيني، كما أنها راقبت المشهد في السجون في ظل حكومة فاشية إسرائيلية ولا أفق لديها بإنجاز تبادل أسرى، إضافة إلى الإنتهاكات الفادحة والوقحة والإستفزازية لحرمة مكانة المسجد الأقصى المبارك ووصوله إلى التقسيم الزماني وهو ما دق ناقوس خطر كبير.
وتطرق نقيب المهندسين المهندس أحمد سمارة الزعبي في نهاية الندوة، إلى أن نقابتي المهندسين والمقاولين تعاقدتا مع إحدى الشركات في غزة لتوزيع 10 آلاف متر مكعب من المياه، كما باشرتا بتعيين 500 مهندس من ذوي الخبرة وتم تقسيمهم لمجموعات في كل مناطق القطاع ليكونوا على أهبة الإستعداد لتقييم الأضرار وحصر المباني الآيلة للسقوط، كما تم التواصل مع جمعية الأطباء العرب في أمريكا وجمعية الأطباء الفلسطينيين في أوروبا والإتحادات المهنية العربية حيث سيعقد في 7 شباط أكبر مؤتمر طبي في العالم لإعادة الحياة إلى الجسم الطبي في قطاع غزة وترميم وصيانة كافة المستشفيات والمراكز الصحية على بكرة أبيها، إضافة إلى أن هناك قراراً للعمل على إقامة مستشفى ميداني للنقابات المهنية.
وأشار إلى أن مجلس النقباء قرر تنفيذ وقفة تضامنية عند الساعة الرابعة من مساء الأحد المقبل أمام مجمع النقابات دعماً للأهل وصمودهم في قطاع غزة، إضافة إلى عمل يوم مفتوح لجمع التبرعات لإقامة مستشفى ميداني والوقوف مع الأشقاء النقابيين في القطاع والمساهمة في التخفيف عنهم، حيث تطوع عدد كبير من الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة والممرضين الأردنيين للمساهمة في علاج الجرحى في قطاع غزة.