معالي العين السيد محمد داووديه
عانت أمتنا من تكالب المحتلين على مقدراتها: الفرنسيين والطليان والإسبان والإنجليز والبرتغاليين، وكنستهم كلهم، بفعل المقاومة الضارية التي قدمت التضحيات والشهداء، بسخاء مفرط.
لا إحتلال بلا مقاومة مسلحة ودبلوماسية وسياسية وحقوقية وإعلامية.
ولا مقاومة بلا تضحيات وآلام ودمار ومصابين ومشردين وأسرى وشهداء.
يقاوم الشعب العربي الفلسطيني الجبار، الأطماع اليهودية الصهيونية منذ اكثر من 100 عام.
فعندما يُجرّد “مؤتمر قم”، أول مؤتمر وطني لرجالات الأردن، لنصرة فلسطين، عام 1920، بزعامة الشيخ ناجي العزام، حملةً جهادية لمقاومة الإستيطان اليهودي، استشهد فيها قائد الحملة الشيخ كايد المفلح العبيدات، فهذا دليل ساطع على أن الأطماع اليهودية في بلادنا، بدأت منذ ما يزيد على 100 سنة. وأن المقاومة المسلحة انطلقت متزامنة معها.
ودليل على أن الشعب الأردني يسند كتف شقيقه الفلسطيني، ويخوض المواجهة المسلحة معه وإلى جانبه.
صراعنا طويل مع الإحتلال الإسرائيلي. فهو اليوم، يحتل أرضاُ عربية أكبر مساحةً مما كان يحتل قبل 50 سنة.
وهو اليوم، يقيم مستوطنات، أكثر عدداً مما كان يقيم قبل 20 سنة.
إذ أن العقيدة الصهيونية تقوم على جدلية التوسع والاستيطان، ولا يكون التوسع إلا بالحرب والغزو، ولا يكون الإستيطان إلا محطةً لتوسعٍ جديد.
ولولا المقاومة الفلسطينية البطلة، منذ عقود، والتضحيات الجليلة التي قدمها شعب فلسطين العربي، الذي يتحمل أعباء المقاومة، لتوسع الصهاينة بإتجاه الأردن وسوريا ولبنان ومصر، وما وراء هذه الأقطار العربية، التي تشكّل الطوقَ الجغرافي والديمغرافي العربي.
لا تقاس معارك الحرية بعدد الشهداء وبحجم الدمار وبنتائج مواجهة واحدة من مسلسل المواجهات.
المقياس هو إستمرار المقاومة ومواصلتها، لأن الإحتلال يرحل عندما يكون مكرهاً ومضطراً وصاغراً.
يرحل الإحتلال عندما تصبح كلفة إحتلاله باهظة جداً.
وها هي الكلفة تصبح باهظة جداً، لكن المكابرة والتزييف وضغط القوى اليهودية المتطرفة والدعم الغربي المطلق، يهيئ للقيادات الإسرائيلية أنها منتصرة.
صحيح أن الكل خاسر-خاسر في الحروب. لكن المعتدي هو الخاسر الأكبر، والإحتلال إلى زوال.