خبيرة نفسية تتحدث عن “كاريزما الضيف”

29 أكتوبر 2023
خبيرة نفسية تتحدث عن “كاريزما الضيف”

وطنا اليوم – تحدثت الخبيرة النفسية الدكتورة عصمت حوسو عن كاريزما الناطق الاعلامي باسم حركة  القسام والملقب بالضيف ، وقالت حوسو في حديثها لوطنا اليوم :

قليلٌ منه يكفينا وقليله لا يُقال له قليلُ، كيف لا وهو رجلٌ والرجال قليلُ،، وهيهات..
وقاره لا يُحسّ ولا يُرى، لا بمظهره ولا بلباسه، وإنما بشخصه وطيب سجاياه، فلا يؤمن بالصفر ولا بالمستحيل، خطابه مقتضب، مليء بالرسائل، موجه للهدف، غير قابل للتأويل ولا التفسير ولكنه مدعاة لكثير من التحليل، كلامه حقيقي واقعي لا إنشائي مكرر، كلماته قليلة ولكنها كاملة الدسم، تخرج الحروف من فمه كالسهم وتصيب قلوبنا مباشرة دون أن تدمينا ولكنها تحرّك كل ما هو راكد فينا، قليل الظهور ولكن طلّته البهيّة تحيي قلوبنا المنكسرة، وتعيد لها نبضة الحياة بعد أن أوشكت على التوقف من هول مشاهد الدماء والدمار التي نراها يوميًا، ثم يظهر الملثم فجأة لينير قلوبنا قبل شاشاتنا بكوفيته الحمراء وصوته الدافىء فيطربنا ويشجينا، ويؤكد لنا في كل مرة بأنّ هذا الشعب “الغزّي” مصنع الرجال، ومن رحم نسائه فقط يخرج مثل هذا الضيف الشامخ الصامد الذي أعاد للأمة مجدها المسلوب، وهويتها المشوهة، وكرامتها المهدورة، فيوحدنا جميعًا ولو لدقائق قليلة عندما يجلس العالم كله، العدو قبل الصديق، متسمّرًا أمام الشاشة ليشاهد الملثم ويسمعه، فيقف الجميع على ركبة ونص.
وحتى عندما يعتب على أحبابه وأشقائه عتب المحبّ يقول لهم ((لا سمح الله))، خطّ بمفرداته المميزة ومقاومته الشجاعة قاموسًا عربيًا جديدًا.

كلنا نقابل ولو لمرة واحدة في العمر رجالاً يلفظون بكلمات تجعلنا نصفن ونفكر للأبد، فهناك رجالاً كلماتهم كالوحي، يستطيعون تركيز كل أسرار الحياة في جمل قصيرة، ويتفوّهون بأقوال تشكّل الشخصية وتؤثر بها وتعطيها معنىً للوجود، والضيف هو الشخصية الكارزمية الطاغية الآن على الساحة العربية، فشخصية الضيف أخرجت الكاريزما عن تعريفها التقليدي لا بل أضافت عليها بعد الفطرة والخبرة كثيرٌ من العبرة والقدرة.

دعونا الآن نراجع سمات الشخصية الكاريزمية المتفق عليها علميًا والمجمع عليها نفسيًا واجتماعيًا لنرى مدى تمتّع هذا (الضيف)بها، وربما ما لديه هناك أكثر، فإن بدأنا بالسمة الأولى للشخصية الكاريزمية “الثقة بالنفس” فكل مرة يطلّ بها الضيف علينا يمنحنا المزيد من الثقة بالله أولاً ثم بأنفسنا، والثقة في المستقبل كذلك من فرط ثقته بنفسه وتناغم كلامه مع نبرة صوته ولغة جسده عند تواصله مع الجماهير الكبيرة التي تنتظره على أحرّ من الجمر، وهي موجودة لديه من حيث المنشأ ورزقته من رب العالمين، على الرغم أنّ الكاريزما بالنسبة لكثيرٍ من الناس مهارة يبذلون الغالي والنفيس للتدريب عليها.
والجميل بالأمر أنّ ثقته بنفسه تظهر بقمة التواضع لا الغرور، ثقة مليئة بالسمة الثانية للشخصية الكاريزمية وهي”التفاؤل” فهو دومًا يرى الجانب المشرق من الظلام فيظهر مبتهجًا في كل مرة فنسمع التفاؤل ونشتمّه بنبرة صوته، ولا ننسى مرونته الكثيرة في تحويل المحن إلى منح ورؤية الأحداث من زوايا كثيرة أهمها زاوية النصر لا الهزيمة فيقود بصرنا وبصيرتنا لرؤية كل ما يحدث من زاويته هو، لذلك فهو محفّزنا ومصنع “الدوبامين” الذي لا ينضب فيشعرنا حدّ التحليق بالسعادة والأمل رغم الألم.

أما السمة الثالثة للشخصية الكارزمية فهي “التحدث بطلاقة”، ولا طلاقة ولا صلابة ولا صراحة إلاّ بلسان الضيف، فلا يترك النص صامتًا عندما يتحدث.

ونأتي الآن إلى السمة الرابعة للشخصية الكارزمية وهي
“التعاطف” ومن هو أكثر تعاطفًا من الضيف عندما يخرج بعد كل مرة يشتدّ فيها القصف الهمجي على حاضنته الشعبية بغزة العزة ليطمئنها بأنه قد انتقم لها ودكّ الأعداء بمأمنهم، ويخبرهم بأنه والمقاومة بخير، ويشعرهم بحبه وتعاطفه ويصبرهم بوعد التحرير، ويمنحهم الحب والأمان والراحة والتميّز، فيحصلون منه ونحصل منه نحن كذلك على مشاعر إيجابية قوية، تجعل أهل غزة الثكالى الفاقدين لأحبائهم وحصاد أعمارهم من المال والعيال يقولون له فداك وفدا فلسطين ومقاومتها الباسلة.

أما السمة الأخيرة للشخصية الكارزمية فهي “القيادة”
ولا قائد ميداني كقيادته وحكمته وإرادته وإدارته، وتأثيره القوي والإيجابي على أتباعه ومن هم تحت إمرته، فهو ملهمهم ومحفزهم للصمود حتى تحرير الأرض ومن عليها من النهر إلى البحر.

لا يسعني بهذه السطور أن أوفيه حقه، وأشكره هنا نيابة عن شرفاء الأمّة جزيل الشكر لأنه أسعدنا، وأعاد قضية فلسطين قسرًا في ذهن العالم كله، وأحياها في قلوب الجيل الصاعد، وأعاد لهم الأمل في القوة والقدرة والإرادة بعيدًا عن حسابات الصفر والمستحيل.
اللهم اجعل من كل شباب أمتنا ضيوفًا كالضيف، وانقل عدوى سلوكه إلى كل الأمّة العربية والإسلامية.

وأنهي بصوت سميرة توفيق “يا هلا بالضيف ضيف الله عحساب الروح إيه والله، ما بنرضى تروح من عنا، ما بنرضى تروح لا والله، ما بنرضى تروح لا والله”..

دومًا لنا من مثل هذه الأحاديث حصص أخرى وبقايا لا بقية واحدة فقط…دمتم…