بقلم: د. ذوقان عبيدات.
(1)
في كل ندوة للمثقفين والسياسيين؛ نسمع خطابًا بدهيّا:
-إسرائيل مجرمة حرب.
-الغرب يحتضن إسرائيل: ظالمة كانت أم ظالمة !!
-لا أخلاقية الغرب.
-الوضع العربي الرسمي غائب كليّا.
-الولايات المتحدة عدونا الرئيس.
ما الجديد في هذا؟ ومن منا لا يعرف هذا؟
وما فائدة هذا التوصيف؟ ولماذا هذا الجهد؟
إذن؛ المثقفون لم يضيفوا شيئًا!
والمطلوب أن يسكتوا إذا بقوا هكذا.
وحتى انتفاضة الشعب العربي، لم ينتج عنها أي تغير في الوضع الرسمي، ولم يجروء نظام على إبعاد سفير، أو حتى استدعائه، وتسليمه احتجاجًا، ولو عن طريق رفع العتب على أقل تقدير. فكل الجهود _ حتى اللحظة_ لم تدعم تحقيق أي هدف للمقاومة في غزة!
(2)
أهداف حققّها عبور 7 أكتوبر
يجب أن لا يغفل أحدٌ أن العبور حقّق الأهداف الآتية:
– الانتقال من رد الفعل إلى اتخاذ زمام المبادرة.
-إسقاط “أكذوبة إسرائيل لا تُقهَر”، وأنها محمية بأقوى جيش، وبقبّة
حديدية لا تتهاون مع عصفور!
-عرقلة التطبيع المجاني العربي.
-إطلاق سراح آلاف الأسرى.
بتقديري تحقق ثلاثة أهداف والرابع في انتظار النتائج.
هذا الوضع خلق تحديات جديدة،
والبحث عن منطق جديد على ضوء ما سبق!
فما دور المثقف الحقيقي غير الشكّاء البكّاء؟
(3)
المطلوب من المثقف!
على المثقف أن ينطلق من الوقائع السابقة للإجابة عن أسئلة من مثل؛
-كيف نعزّز انتصار العبور؟ وكيف نمنع العدو من إلغائه من ذاكرتنا ؟
– كيف نعزّز ثقافة الصمود وحشد الدعم للمقاتلين؟
-كيف نبني رأيًا عامّا عربيّا ضاغطًا
على الأنظمة الرسمية؟
-كيف نوقف حركة النفاق التي تبرز بطولات وهمية لأنظمة رسمية ؟
-كيف نقلب الإعلام الغربي، ونكشف هشاشته منطقيّا؟
-كيف نوقف التطبيع؟ وكيف نُعَقّد مهمة إسرائيل ؟وكيف نحمي أي جبهة جديدة تفتح ضد إسرائيل ؟
هذه مهام المثقفين.
(4)
دور التربويين
بعض ما حدث من سلب وإيجاب هو نتاج نظام تربوي!
والمطلوب أن يراجع التربويون
سلوكاتهم للتأمل: أين نجحوا، وأين فشلوا؟ وأن يجيبوا عن أسئلة من مثل:
_ ما المناهج المطلوبة لبناء مواطن عربي؛ وفق مواصفات النصر؟
_ ما شخصية معلم النصر؟
_ ما بيئة النصر؟
_ ما مواصفات النصر؟
-كيف نجعل الإعداد مستدامًا؟
-كيف نبني رأيًا عامًا محليّا داعمًا؟
-كيف نحمي المجتمع من إشاعات الهزيمة؟
-كيف نواجه الرأي العالمي ونكشف مغالطاته؟
هذا هو دور المثقف ، والباحث ، والتربوي!
حرِّرونا من البديهيات المعروفة!
نريد فعلًا جديدًا!