بقلم: د. ذوقان عبيدات
يبقى السابع من أكتوبر عبور الأمة إلى فلسطين، وعودة الوعي والروح لكل مواطن عربي حرّ الإرادة، كما سيكون عقدة سيكولوجية في الوعي الصهيوني، وفي اللاشعور الصهيوني عبر التاريخ إن بقي لهم تاريخ يُذكر.
في ندوة نظمتها “جمعية فواصل” بدعوة كريمة من د. ريما ملحم، وجمال حجار حول “دور المثقف الأردني في معركة التحرير”، وبحضور عدد من المثقفين، عبّر هؤلاء عن دَورهم في حرب التحرير؛ متناولين الأبعاد التي يمكن للمثقف أن يكون جزءًا من المعركة.
لفت انتباهي سؤال أثاره الصديق د. مساد حول دَور التربويين أيضًا كون فلسطين صراعًا ومعركة تربوية حضارية ثقافية عسكرية تحريرية. فما الذي يمكن أن يفعله تربويون؟
(1)
فلسطين في الضمير التربوي:
فلسطين هي معيار للمعلم الحرّ، وللمدرسة الوطنية، والمناهج التربوية العروبية! لقد حفظ أطفالنا رائعة سليمان العيسى قبل أن تُحذَف من مناهجنا قبل سنوات:
فلسطين داري… ودرب انتصاري!!
نعم فلسطين دار كل أردني وعربي، وطريق النصر الذي حفظه أطفال غزة، ونابلس، وإربد، والكرك، وصنعاء ، وحلب وسائر المدن والقرى الأردنية والعربية، ودليل ذلك الأمواج الشعبية التي فاقت قدرة السدود الرسمية، واكتسحت عواصم الوطن العربي.
فلسطين قضية تربوية درسها كل طلبة الأردن في القرن العشرين مادة دراسية؛ لكنها بقيت مادة وعي حين انتقلت من الكتب الملغاة إلى القلوب التي لا تُلغى!
(2)
ما دَور التربويين في حرب التحرير؟
التربوبون مسؤولون عن تعليم التفكير الناقد، والتفكير الإبداعي. في التفكير الناقد.
يتصدى التربويون إلى تفنيد المغالطات، ووقف الشائعات المعادية! فالإعلام المتصهين حاول حرماننا من التمتع بالنصر، وبدأ يثير أسئلة عن الدمار الذي لحق بغزة، ويتباكى على مصيرها! يريدون ثقافة تمجيد الهزائم، وإحباط الانتصارات، والتشكيك فيها، وهنا يبرز دور المعلم في حفز مهارات التفكير الناقد، ومواجهة الشائعات المحبطة.
إن دور المعلم في أن يرتقي بمواد الدراسة؛ لتكون الرياضيات : فلسطين، وحسابات الأرباح، وأسماء الشهداء،وخسائر العدو، وتكون العلوم دروسًا في إبداع الشعب الفلسطيني في تطويع المعادن إلى صواريخ .
، وتكون الفنون لوحاتٍ في بطولات الشهداء ، والقادة . وتكون اللغة: أنا دمي فلسطيني! والأرض بتتكلم عربي .
وتكون الجغرافية فلسطين البحر إلى النهر!
وتكون التربية الرياضية تمرينات القوة والتحمل: إعدادًا لمسؤولية صمود تحرير فلسطين!
وتكون التربية الدينية فلسطين أرض الرسالات السماوية! وحاضنة الأقصى والقيامة!
وتكون الموسيقى: وقع أقدام المقاومين، وأصوات مدافعهم.
هذا ما يستطيع المعلمون فعله!
أليست فلسطين داري؟
أليست درب انتصاري؟
أليست لحنًا أبيّا على شفتيّا؟
وفي مجال التفكير الإبداعي :
تكون المناهج في مدارس المعلمين والطلبة: كيف نبتكر طرقًا جديدةً لمفاجأة العدو؟ الإبداع هو ما فعلته المقاومة في اقتحام أجزاء محتلة من فلسطين! مخطيءٌ من يقول:”تسلّلت” المقاومة؛ فالتربويون يرونه اقتحامًا وعبورًا، ومنذ متى كان السدّ يقف أمام الطوفان؟ والسيل الجارف لا يتسلّل إلى أعماق الوادي؟ فالسيل أيضًا طوفان!
هذه أعمال بطولة، وليست أعمال تسلّل! فمَهمة التربويين تصحيح المفاهيم الخاظئة أو المنحرفة عن المسار!
(3)
التربويون يوجّهون البوصلة:
البوصلة هي فلسطين، ولا شيء غير ذلك! هذا هو منطق المعلمين والتربويين! إنهم يربطون النتائج بأسبابها، وليس بخفايا غير ملحوظة! هناك من رفع الصوت ضدّ “العدو الإيراني” في محاولة مكشوفة لخلط الأوراق، فالتربويون هم سادة التفكير المنطقي، وهم القادرون على كشف المغالطين، وعلى مسؤوليتهم التأكيد على أن للعرب عدوّا حاضرًا هو إسرائيل
هذه هي دروس مدرسة فلسطين!!!