وطنا اليوم – نشر موقع “i24 News” الإسرائيلي قصة ضابط إسرائيلي يدعى يعكوف دور قال إنه وقع في الأسر بيد القوات المصرية خلال حرب أكتوبر 1973. وزعم الضابط يعكوف دور أنه تعرض للضرب بصورة متواصلة وتم وتعليقه من ساقه وهو مصاب.
وفي تصريحاته للموقع الإسرائيلي قال يعكوف: “لم أتحدث عن الأسر على مدار عشرين عاما واكتشفت لاحقا إصابتي باضطراب ما بعد الصدمة وخلال الفحوصات أخرجت ذكرياتي الدفينة من الأسر”. وأضاف يعكوف دور أنه وقع في الأسر خلال خدمته في موقع “الرصيف البحري” في حرب أكتوبر 1973، حيث صرح بأن قرار الاستسلام جاء رغم أن معقلهم صمد أكثر من أي معقل آخر جانب القناة. وأفاد الضابط بأنه قبل يومين أو ثلاثة من استسلامهم أخبرهم الطبيب أن الضمادات لديهم أوشكت على النفاذ، مما يعني أنه في حال أصيب جندي إضافي لن تكون هناك إمكانية لعلاجه، مشيرا إلى أن المصابين لم يحصلوا على شيء لتخفيف معاناتهم. وعن قرار الاستسلام للقوات المصرية، ذكر دور أنه اتخذ بعد مناقشات مع القيادة وقرروا الاستسلام عن طريق الصليب الأحمر والذي اتضح له لاحقا أنه كان بعلم الحكومة، مشيرا إلى أن قرار الاستسلام لم يكن مسألة بسيطة.
وصرح الضابط بأنه وفي اليوم العاشر رفعوا الراية البيضاء ومن ثم نقلهم الجيش المصري بالقوارب عبر القناة، ثم أحضروا حافلة فخمة للغاية.
وروى دور كيف تعرضوا للضرب بصورة متواصلة وهم بطريقهم إلى القاهرة وكانت عيناه مغطيتان، حيث قال “لقد ضربونا بلا نهاية وبدون تمييز، طوال الطريق إلى القاهرة”.
وتابع قائلا “وصلنا إلى مكان بدا لي كمحطة قطار، احتوى القطار على العديد من المقصورات وهناك عادوا وضربونا باستمرار دون رحمة، والأمر الأسوأ والأكثر إيلاما هو سماعنا لهم يقتربون منا ويتنقلون من غرفة إلى أخرى.. معرفة حقيقة أنهم قادمون إليك تؤلمك أكثر بكثير من الضرب”.
وأفاد بأنهم طرحوا عليه أسئلة تتعلق بالدبابات ولم يكن لديه أدنى فكرة عن الموضوع، ولم يسبق له أن كان على متن دبابة في حياته، ولم يقترب منها، مضيفا “لم أعرف بماذا أجيب أو ماذا أقول.. لقد علقوني من ساقي، وربطوا ساقي بالسقف، وبدأت بالنزيف.. تحاول أن ترفع رأسك بطريقة ما.. إنه أمر مريع.. لم يكن الضرب لانتزاع معلومات منا”.
وروى دور كيف كانت حين يطلبون شرب الماء، حيث زعم أن الماء كان يسكب على الأرض حتى يقومون بلعقه.
وقال إن الأمر الأصعب هو المعاناة النفسية التي خاضوها وهو لا يعرف ما سيحدث.
وذكر في تصريحاته أن المصريين استمروا بالقول إنهم فازوا بالحرب واحتلوا إسرائيل، وأنهم ألقوا القبض على ديان وغولدا، متابعا بالقول: “حاولت إقناع نفسي كل الوقت بأن هذه المقولات خرافات وأنها غير معقولة، رغم ذلك فكرت للحظة أن كلامهم صحيح، والسبب عدم معرفة ما إذا كان لديك مكان يمكنك العودة إليه، أو هل هناك من سيعتني بك”.
وقال إن تجربة الأسر استمرت من يوم الجمعة حتى السبت، مبينا أنهم عاملوهم بشكل مختلف إلى حد ما عن الآخرين.
وأردف بالقول “لقد حرصوا على تركنا أحياء لأننا استسلمنا عبر الصليب الأحمر، تحررت يوم السبت، أخذونا إلى المطار، حيث تجمعنا، أطلقوا سراحنا من كل القيود وقالوا لنا الآن ستعودون، هذا هو الطريق، هيا اصعدوا إلى الطائرة”.
وروى دور أنه وحتى يومنا هذا، ما زال يشعر أنه في الأسر وأن هذه النقلة ليست سهلة.
كما روى الضابط أنه وبعد عودته إلى إسرائيل نقل إلى مركز إعادة التأهيل في زخرون يعكوف وسط إسرائيل والذي اكتشف أنه يشبه مركز التأهيل يشبه غرفة التحقيق بعد أن كان محاطا بالأسوار وقاموا باستجوابهم وانتزاع المعلومات منهم.
وقال دور: “تلقينا العديد من التحذيرات ومنعنا من الحديث واحدا مع الآخر.. كمواطن منضبط لم أتحدث مع أي شخص عن الأسر منذ عشرين عاما”.
وأضاف “فقط بعد عشرين عاما، عندما تلقيت رسالة من وزارة الأمن تكشف عن تعرض الأشخاص الذين كانوا في الأسر إلى اضطراب ما بعد الصدم (PTSD) حينها لم أكن أعرف ماذا تعني هذه الكلمات، عرضوا علي المجيء والخضوع إلى الفحوصات، بعد ذلك فهمت أن ما حدث هو معي هو أنني دفنت مرحلة الأسر في عقلي الباطن، وأكملت حياتي مع كل القيود التي لم أربطها بالأسر”.
واختتم تصريحاته بالقول إنه وخلال إجراء الفحوصات أخرجوا كل الذكريات الدفينة وعرضوها أمامه ليحلها.