د. محمد المصالحة
لم تنجح مغامرات العسكر في الوثوب إلى السلطه وإدارة شؤون الدول في العالم العربي على الإطلاق على مدى عقود ماضيه….وان اغلب الدول العربيه التى قفز إلى مراكز الحكم فيها عسكريون تعاني اليوم من غياب الاستقرار وماءسسة السلطه من حيث توليها ومغادرتها على اساس الدساتير والمشروعيه القانونيه ………ففي السودان كمثال حي ومعاش ..ارغم العسكر..د.حمدوك الذي كلف برئاسة حكومة مدنيه كان قد تولى رئاستها بناء عل توافق القوى السياسيه إبان وبعيد الثوره على نظام عمر البشير والاطاحة به…. وموافقة مجلس السياده برئاسة البرهان وزميله انذاك حميدتي….وطوال فترة لم تمتد كثيرا كان واضحا اختلاف الاهداف السياسيه و النوايا والرؤى بين العسكر وحكومة د.حمدوك الذي كان يصبو إلى ممارسة مسوؤلياته كحكومه مدنيه وبالشراكه مرحليا مع المؤسسه العسكريه او ما يسمى مجلس السياده إلى حين إجراء انتخابا ت رئاسيه وبرلمانيه ووضع دستور دائم كما كانت تسعى مختلف القوى السياسيه والمجتمع المدني لتحقيق ذلك والتخلص من الإرث الثقيل الذي خلفته حقبة حكم عسكري طويل امتدت لعقود…….وهكذا ركب صهوة الحكم كلا من البرهان وشاركه حميدتي بعد ارغامهماد.حمدوك على الاستقاله وحرمان السودان وشعبه العظيم من ان يبنى تجربه ديموقراطيه تليق به وتلبى مطالباته وتضحياته لتحقيق هذا الإنجاز الذى كا فحت لأجله مختلف الفئات والشرائح المجتمعية والسياسيه…وبدلا من ذلك اختارا طريق الاحتراب والصراع المسلح الذى حرق السودان وهجر معظم شعبه إلى دول الجوار وسمح للقوى الاقليميه والدوليه ان تتدخل في الشاءن السوداني واصبحت سيادته ووحده أراضيه واقليمه في حالة وهن وضعف شديدين …ولننظر إلى مختلف الإفطار العربيه التى تعانى اليوم الأمرين من واقعها سياسيا واقتصاديا وخدماتياومن تدخلات دوليه مكشوفه في شؤونها الداخليه.