انطباعات عن حكومة الدكتور الخصاونة

15 أكتوبر 2020
انطباعات عن حكومة الدكتور الخصاونة

بقلم: المهندس سليمان عبيدات

تشكلت حكومة الدكتور بشر الخصاونة في ظروف استثنائية صعبة تمر بها المملكة والعالم، فكان على الرئيس ان يختار تشكيلة استثنائية تتناسب مع مُتطلبات المرحلة، الا انها خرجت بحمولة زائدة غير متوقعة، توفق في اختيار بعض الاسماء وازنة وكفؤة اصحاب خبرة متمرسين في العمل النيابي والاجتماعي خبرات عميقة في شؤون الدولة كما اراد جلالة الملك ، لكنه اخفق في اسماء لم تكن على قدر المسؤولية الوطنية في ادائهم في الحكومة السابقة .الا اذا كان للرئيس وجهة نظر آخرى .

شملت التشكيلة وزراء من وزن توفيق كريشان ومحمد داودية لديهما قُدرات تُؤهلهما للعودة إلى القواعد الشعبية والاجتماعية التي شكلت هوية الدولة الاردنية اضافة لعملهما، لاعادة بناء الثقة بالاداء الحكومي.

النظرة العامة لمتطلبات المرحلة والتي يجب ان تكون برنامج الحكومة، تتمحور حول ثلاثة محاور
الأول المحور الصحي والذي من اولوياته مواجهة وباء كورونا وارتداداته السلبية على كل القطاعات، ثم المحور الاقتصادي الذي يعاني من انكماش يعادل 5% اضافة الى المديونية العالية وعجز الموازنة مُقلق، والمحور الثالث المحور السياسي القانوني للتصدي لارتدادات صفقة القرن واجراءات الضم على الاردن ومستقبل السلام في المنطقة .

هذه المحاور الثلاثة، كانت تُحتم على الرئيس الخصاونة ان يدرس تشكيلة حكومته بشكل دقيق وعميق ومدروس كي تستطيع القيام بالمهمات الثقيلة والصعبة التي تنتظرها.

ففي المحور الاول القطاع الصحي تم اختيار الناطق الرسمي باسم لجنة الاوبئة الدكتور نذير عبيدات ككفاءة علمية وطبية وخبرة عملية، وكرجل مرحلة مع تزايد حالات الاصابة الى مستويات عالية.
ومع هذا يتطلب من الحكومة لتنفيذ كتاب التكليف السامي بما يتعلق بهذا المحور تحسين النظام الصحي ورفع جاهزيته وقدرته، وإنشاء المركز الوطني للأوبئة، وتوسيع قاعدة المشمولين في التأمين الصحي .
وهاهو قد تم اختيار لجنة كفؤة لتأسيس وإنشاء المركز الوطني للأوبئة لتسخير قدرات القطاع الصحي ضمن سياق مركزي متناسق، يُمكننا من الاستجابة السريعة لهذه الجائحة ومتغيراتها وتطوراتها.

أما المحور الاقتصادي، والذي يحتاج الى فريق قادر على ان يُفكر خارج الصندوق كي يفك اللغز وتختلف النتائج في تفكيك الازمة وحلحلتها، لعله يخرجنا من ازمة مزمنة امتدت لسنوات وتعاقبت عليها عدة حكومات .
توفق في اختيار بعض اعضاء الفريق كوزيرة الصناعة والتجارة ووزير العمل وزير الدولة لشؤون الاستثمار المعارض لكل السياسات الاقتصادية، ولكن اخفق في اختيار وزيرة الطاقة التي لم تكن على قدر المهمة الموكولة اليها، فلم تستغل انخفاض اسعار النفط للتخفيف من فاتورة الطاقة، ولم تعمل على الغاء العقود الجائرة التي تربطنا باسعار مجحفة وكانت الفرصة سانحة لالغائها.
وكذلك وزير المالية صاحب نظرية اقصى اهتمامنا ال 58 مصاب بالكورونا والباقي تفاصيل، وها هو وطننا يغرق ويعاني عندما دخلنا في التفاصيل.

اما المحور الثالث وهو الموضوع الاخطر على الأردن صفقة القرن وقضم الاراضي والتعدي على المقدسات الاسلامية والمسيحية، في الوقت الذي تحولت المستعمرة الاسرائيلية بكل احزابها وسكانها الى اليمين المُتطرف الرافض لحقوق الشعب الفلسطيني على ارضه وفي وطنه .

وهذا يتطلب فريقا سياسيا قانونيا مُتكاملا لمواجهة هذه الغطرسة، وذلك من خلال جلب التأييد الدولي لهذه القضايا.
فنجد في التشكيلة الحكومية توفر كفاءات سياسية وقانونية مخضرمة ممزوجة بخبرات دبلوماسي الذي يُمكنها ان تكون فريقا قانونيا سياسيا ويحشد التأييد الدولي ضد القرارات الاسرو-امريكية.

كان للقاء الرئيس في المؤتمر الصحفي انطباع اولي ايجابي، وجدنا رجل على درجه عالية من الادراك  والوعي للملفات الداخلية والخارجية، تنم عن ادراك عميق لما يجب عمله وفق خطط علمية مدروسة، وهذا الانطباع نتمنى ان يتأكد بالافعال وبالقريب العاجل ..  والله ولي التوفيق .