وطنا اليوم – خاص- بدأت القصة الجدلية لما يعرف بمسألة “الاعتكاف” في المسجد الأقصى منذ مطالبة نواب كتلة الإصلاح من وزير الأوقاف محمد الخلايلة ان يأخذ قرار بفتح المسجد الأقصى للاعتكاف من بداية رمضان، الا ان تعنت الخلايلة فتح معركة غير ناعمة مع التيار الإسلامي بالتحديد مع جبهة العمل الإسلامي ، الى ان اضطر مجلس الأوقاف الأعلى وهو الهيئة المكلفة بالتنسيق مع وزارة الأوقاف قبل أيام قرارا جريئا ردا على الاستفزازات الإسرائيلية يقضي بدعوة المصلين من القرى والأرياف للحضور وإقامة الاعتكاف مما يوحي بان المواجهة قد تتواصل.
ويعتقد بان قصة الاعتكاف هي أساس الخلاف بين وزارة الأوقاف الأردنية والتيار الإسلامي وهو ما كشف النقاب عنه في تغريدته الناشط النقابي البارز والمقرب من الإسلاميين ميسرة ملص والذي اعلن عن ثلاثة مسائل ثمة خلاف عليها ما بين وزارة الأوقاف وجماعة الأخوان المسلمين وابرزها ان الأوقاف لم تأمر بفتح المساجد في القدس المحتلة و في الحرم المقدسي للاعتكاف منذ بداية شهر رمضان المبارك .
وهو أمر اثار الكثير من النقاشات، حيث أن وزارة الأوقاف تعتقد بان البروتوكول الإجرائي المتفق عليه منذ سنوات طويلة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي هو ان يسمح بفتح مصليات المسجد الأقصى للاعتكاف في العشر الاواخر فقط من شهر رمضان.
وبالتالي رفضت الأوقاف فتح المصليات للاعتكاف من الأول من شهر رمضان المبارك فيما ترى جماعة الاخوان المسلمين و معها العديد من نواب البرلمان بان الاعتكاف من الأول من شهر رمضان هو الرد الطبيعي والمباشر بحكم الاستهداف الكبير الذي يمارسه اليمين الإسرائيلي للوصاية الهاشمية و على أساس ان الاعتكاف طوال شهر رمضان هو رد أردني والاجراء إداري يخص طواقم الأوقاف بصورة محددة وحصرية ولا علاقة للسلطات الإسرائيلية فيه خصوصا وان السيطرة على الحرم المقدسي أصبحت من الأهداف العلنية واليومية لوزير الامن الإسرائيلي وخصم الأردن العدو إيتمار بن غفير.
وتزامنت تغريده مثيرة للجدل من رجل الاعمال الأردني من أصول فلسطينية والمقيم في دبي #حسن_اسميك ، رصدتها وطنا اليوم قال فيها بأنه يجب على من يريدون الصلاة في المسجد الأقصى اخذ الاذن من الإسرائيليين ، حتى يتم تنظيم الموضوع ولا يتم تدنيس الأقصى من الإسرائيليين ، اسميك على ما يبدو زج اسم الأوقاف الأردنية في موضوع الاذن المسبق تجنباً للإحراج الذي كان يتوقعه اسميك من ردود فعل سلبية على تغريده له.
الامر الذي يشير الى تطابق في الموقف بين ما صدر عن اسميك وقرار الأوقاف الأردنية حول ضرورة منع الاعتكاف الا وفق ضوابط محددة وتنسيق مسبق ، وهو امر لا يعارضه احد اذا كان التنسيق من الجانب الأردني فقط، وليس كما أشار اسميك بـ تغريدته بضرورة تدخل الجانب الإسرائيلي، كما ان هذه الخطوة جيدة من قبل الطرف الأردني إذا ما تم استغلالها لزيادة الضغط على حكومة اليمين الاحمق الإسرائيلية التي بدأت تصعد من خطواتها الأحادية تجاه الوصاية الهاشمية على المقدسات .