السعادة عند ابراهيم بدران

23 مارس 2023
السعادة عند ابراهيم بدران

د. ذوقان عبيدات

صدر هذا الشهر كتاب السعادة:
شراكة المواطن والدولة والمجتمع عن دار الشروق في مقدمة وتسعة فصول، للمفكر والمثقف الموسوعي إبراهيم بدران، وهو الأكثر إنتاجًا معرفيًا.
ويسرني بعد قراءة هذا الكتاب أن أقدمه إلى أمةٍ لا تقرأ، لعل في التقديم
ما يوصل فكرة الكتاب إلى أوسع جمهور. يصعب تلخيص هذا الكتاب لتناوله كل شيء، مثل؛ المواطنة والحرية والحوكمة والثقافة والرياضة والأخلاق والتنقلات والمناخ والجمال والفنون والبيئة والتكنولوجيا وحقوق المرأة، ولعل المصطلح الوحيد “المسهو” عنه هو الذكاء الاصطناعي. أعتقد أن أبرز أفكار هذا الكتاب، وقد حاولت أن أقترب رأيي إلى رأي المؤلف، لأن المهم هنا هو رأي المؤلف ، أما رأيي فيظهر في ترتيب أفكار المؤلف أهمية -وفق رأيي أنا-.
١-السعادة حالة من الرضا الفردي والفئوي والجمعي الدائم، وليس حالات متعة وفرح لحظية ومناسباتية!. هذه الحالة الدائمة تبقى بسبب رسوخ عواملها: الديموقراطية والحرية والقانون والمشاركة والازدهار والثقافة والفنون والجمال والجغرافيا والتنوع وغير ذلك.
٢- والسعادة حالة فردية وفئوية وجمعية لا تنفرد بها جماعات أو أفراد، فهي حالة عامة واسعة الانتشار ضامنة للعيش الكريم
والحب والتسامح، فلا تبنى سعادة فئة على حساب غيرها، ولا سعادة فرد لحساب غيره!
٣- والأكثر أهمية مما سبق أن السعادة مسؤولية الدولة، ويقدم رأيًا لِ توماس جيفرسون:
إن الهدف الوحيد المشروع لأي حكومة هو الحرص على سعادة المواطن وحريته وحياته، أي بمعنى: لا يحق لحكومة تدمير سعادة شعبها!!
٤-ويبدع بدران في الحديث عن مدمرات السعادة، وهي وجود الظواهر الآتية:
– وجود التعصب والتطرف والجمود الفكري، والانغلاق ورفض الآخر.
-غياب العدالة وتكافوء الفرص،
والوساطات وخاصة في فرص العمل في الوظائف العليا، حيث تقدم الدولة نماذج معادية للسعادة تقطع الأمل على أي ثقة أو إبداع.
-وجود تيارات فكرية تحارب الفنون والحرية والثقافة والحداثة ، وهي عوامل وضعها بدران من مظاهر السعادة ومصادرها.

يقدم بدران مفردات السعادة ومعاييرها ومقارنتها في عدد من الدول، حيث تتسيّد الدول العربية المراتب الأخيرة في الحقوق والحريات والمشاركة والمرأة.
يعزز بدران فكرة أن الحداثة
قد زادت من سرعة وسعة التقدم نحو السعادة، من حيث الفرح والتعليم والصحة والثقافة و التعليم.
وكما قلت لا أقدم ملخًصًا ولا تلخيصًا ولا عرضًا، بل رؤية لكتاب
وكاتب