‏‏الأحزاب وتحديات المرحلة القادمة …

17 مارس 2023
‏‏الأحزاب وتحديات المرحلة القادمة …

الدكتور عباس عويد محارمة / رئيس بلدية سحاب

ُتمثل الأحزاب تجمعات منظمة تلتفت نحو برنامج محدد المعالم من أجل المشاركة في السلطة ، وبالتالي فأن البرنامج الحزبي هو حجر الزاوية في حشد الناخبين لدعم مجموعات مشتركة من المصالح والاهتمامات والأهداف..

ولذلك فإن على الحزب تحديد الأجندة السياسية والتي يسعى لتحقيقها ..

ولكن الساحة الأردنية لا زالت تشهد أسلوباً في تشكيل الأحزاب التي تعتمد مبدأً مختلفا تمامًا عما وضعه منظرو الأحزاب ..

فهي (الأحزاب الأردنية) تحشد التأييد قبل تبني البرنامج الحزبي بمعنى انها تسعى لإستكمال العدد المطلوب من الأعضاء من آجل إعلان مؤتمرها الوطني العام.

ذلك يعني بالضرورة أن جهد الأحزاب في هذه الفترة ينصب على تجنيد أكبر عدد من الأعضاء دون التطرق إلى البرنامج الحزبي الذي يعتبر أساس وجود الأحزاب.

ومما سبق نستنتج بأن توجه الأحزاب هذا يعطي مؤشرًا سلبيًا من حيث المبدأ على الأدوار التي يمكن أن تقوم بها في المرحلة القادمة ، وهذا يتنافى مع الرؤية الهاشمية في التحديث السياسي و توفير بيئة مناسبة لقيام أحزاب برامجية وليست أحزاب أفراد أو أعداد ..

‏لذلك ولأننا لا زلنا في بداية الطريق فإنه من المأمول من القائمين على الأحزاب أن يلتفتوا إلى أهمية البرامجية للأحزاب ومن ثم التحشيد لهذه البرامج والأفكار والمبادئ والأهداف .

وخلاصة القول بأننا نريدها كما أرادها جلالة الملك أحزاب حقيقية قادرة على تجاوز تحديات المرحلة والأزمات المتعاقبة.

أحزاب قادرة على بناء إستيراتيجية للاعوام القادمة للنهوض بواقع الأحزاب والذي سينعكس ايجاباً على المواطنين أينما كانوا ، ولا بد أن تهدف الاستراتيجية المستقبلية ايضاً إلى خلق أحزاب قادر على المراقبة والمسألة ، أحزاب تخلق روح التنافس في ما بينها
‏لخدمة وطننا الحبيب وقيادته الهاشمية المظفرة .