وطنا اليوم:دعت مجموعة من الناشطات الإيرانيات إلى التظاهر في الشوارع في يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من مارس، وذلك للاحتجاج على ما وُصف بالهجمات الكيماوية على مدارس التلميذات في إيران.
وجاء في الدعوة التي وقعتها عدد من الناشطات في إيران: “نطالب الجميع لا سيما الناشطين والناشطات والعمال والطلاب الانضمام إلى هذا الاحتجاج والدفاع عن الأطفال وحقوق الفتيات والنساء”.
وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بدء الهجمات بالغاز على مدارس البنات في عدة مدن إيرانية، وصفها بعض أعضاء البرلمان بأنها “متعمدة” و”ذات طابع أمني”، إلا أن القضاء وسلطات الأمن والمسؤولين الحكوميين الذين وعدوا بفتح تحقيق لم يعلنوا حتى الآن عن أي تفاصيل حول هوية الفاعلين ونوعية المواد المستخدمة في الهجمات.
وبدل الاستجابة لأسئلة الأهالي الذين تجمعوا أمام مبني وزرة التربية والتعليم والبرلمان والمدارس التي تمت فيها الهجمات، قامت قوات الأمن بالاعتداء على ذوي الطالبات وتفريقهم بالقوة.
هذا ووصفت “جمعية المدرسين والباحثين في حوزة قم الدينية” الهجمات على المدارس وتسميم الطالبات بأنها “هجمات كيمياوية وبيولوجية”، وتهدف إلى “إثارة الرعب لمنع الفتيات من الدراسة” و”خلق الذعر والهلع”.
وحذرت الجمعية، المقربة من الإصلاحيين، السلطات الإيرانية من أنه في ظل “المشاكل المعيشية” و”عدم كفاءة الحكومة” و”أزمة شرعية النظام”، فإن مهاجمة المدارس وتسميم الطلاب “لن تؤدي إلا إلى زيادة استياء المجتمع الغاضب من الحكومة”.
من جهته، قال محمد رضا هاشميان، المتخصص في قسم الرعاية الخاصة بمستشفى “مسيح دانشوري” بطهران، في مقابلة مع صحيفة “هم ميهن”، إن الغازات المستخدمة في الهجمات ضد الطالبات لا يمكن الحصول عليها من قبل المواطنين العاديين.
هذا وذكرت مصادر إخبارية أن العائلات باتت تمتنع من إرسال بناتها المدارس في الكثير من المحافظات، حيث على سبيل المثال ذكر مصدر أن في مدرسة ابتدائية بمدينة اسلامشهر جنوب طهران، 10 طالبات فقط من بين حوالي 600 طالبة حضرن إلى الصفوف اليوم الأحد.
في السياق، وصف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تسمم طالبات المدارس في بلاده، وصفها بالمؤامرة ممن سماه بالعدو.
واعتبر رئيس إيران خلال اجتماع حكومي، أن تسميم الطالبات حلقة أخرى ممن وصفه بالعدو، لإثارة التوتر والتهويل داخل المجتمع ونشر الخوف على حد تعبيره.
فيما لم يشر رئيسي صراحة إلى من هو العدو المقصود والذي تسبب بتسميم الطالبات.
يذكر أن حالات تسميم الطالبات في إيران، امتدت من المدارس إلى الجامعات مع إعلان رئيس جامعة الأحواز للعلوم الطبية عن تسمم أكثر من 300 طالبة جامعية في الاحواز.
وقال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن الأجهزة الأمنية تتابع قضية تسمم الطالبات في عدة مدارس بالبلاد معترفا بأن أكثر من خمسين مدرسة تشكو من حالات تسمم بعدما أفادت تقارير إعلامية باتساع نطاق الاحتجاجات بهذا الشأن في أكثر من مدينة لتشمل العاصمة طهران وأصفهان وكرمانشاه وأردبيل
وكان أولياء أمور الطالبات اللواتي تعرضن للتسمم اشتبكوا مع قوات الشرطة والحرس الثوري الإيراني وذلك خلال تجمع الأهالي أمام أحد المستشفيات في مدينة رامز شرقي الأهواز